أقدمت مليشيا الحوثي على اعتقال مواطن من منزله في العاصمة المحتلة صنعاء، والسبب ليس جريمة حديثة، بل مقاطع فيديو قديمة تعود لأكثر من عامين. الخبر، الذي أوردته مصادر حقوقية، كشف عن حملة قمع جديدة تلاحق الأصوات المعارضة، حتى وإن كانت من الماضي.
وذكرت مصادر محلية وقاضي أن الميليشيا أرسلت وحدات أمنية إلى قرية الجاهلية في مديرية همدان، غربي صنعاء، واعتقلت المواطن جميل شريان من منزله.
ووفقًا لما أكده القاضي عبد الوهاب قطران على منصة "إكس"، فإن اعتقال شريان جاء بسبب انتشار تسجيل لمكالمة قديمة له مع إذاعة حوثية، انتقد فيها حكم الميليشيا وسياسة "التجويع"، وأشاد بفترة حكم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح ونجله.
وأضاف قطران أن التسجيل، الذي يعود لعامين مضيا، انتشر مجددًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع القيادي الحوثي حمود شرف الدين إلى الظهور أمام حشود في صنعاء، وهو ينادي باسم جميل شريان، في إشارة تهديد واضحة.
هذا الحادث يسلط الضوء على مستوى القمع الذي وصل إليه الحوثيون، فهم لم يكتفوا بملاحقة المعارضين الجدد، بل امتدت قبضتهم إلى محاسبة المواطنين على آرائهم السابقة. وتؤكد مصادر حقوقية أن شريان نُقل إلى جهة مجهولة، وسط مطالب عائلته بالكشف عن مصيره.
هذه الواقعة ليست مجرد حادثة فردية، بل هي رسالة واضحة من الحوثيين: أن أي انتقاد، حتى وإن كان عابرًا أو قديمًا، لن يمر دون عقاب، وأن أي صوت يصدح بغير شعاراتهم مصيره الإخفاء.