آخر تحديث :الأحد-14 سبتمبر 2025-04:05م
قالوا عن اليمن

إشاعات بشأن قصف إسرائيلي تثير الرعب في أحياء صنعاء

إشاعات بشأن قصف إسرائيلي تثير الرعب في أحياء صنعاء
الأحد - 14 سبتمبر 2025 - 01:41 م بتوقيت عدن
- عدن، نافذة اليمن- الشرق الأوسط:

يعيش السكان في العاصمة اليمنية صنعاء، المختطفة من الحوثيين، حالة من الرعب مع سريان إشاعات تطلب منهم إخلاء مساكنهم لتجنب ضربة إسرائيلية متوقعة على غرار ضربات الأربعاء الماضي، التي دمرت جزءاً من حيّ التحرير وقتلت أكثر من 46 شخصاً.


ومنذ استهدفت المقاتلات الإسرائيلية اجتماعاً سرياً لحكومة الحوثيين بأحد المساكن في حي حدة، الذي كان يوجد به معظم مقار البعثات الدبلوماسية والشركات النفطية قبل مغادرتها المدينة، ازدادت الإشاعات عن هجمات مماثلة تستهدف قادة في الجماعة الحوثية يختبئون وسط التجمعات السكانية في أماكن متفرقة من المدينة، خصوصاً بعد تغيير الجماعة مواقع اختباء قادتها إلى أحياء ومناطق جديدة.


قوة هذه الإشاعات زادت، وفق سكان تحدثت إليهم "الشرق الأوسط"، في أعقاب الضربات التي استهدفت مقر الإعلام الحربي للحوثيين في حي التحرير بقلب صنعاء، ومشاهد حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمقر والمباني المجاورة ومقتل وإصابة نحو 200 شخص.


وكان الذين كُشفت هوياتهم هم من العاملين في الإعلام الحربي، ومن سكان منازل مجاورة للمبنى المستهدف، وممن صادف مرورهم في الشارع خلال الغارات.


تحذيرات مجهولة


سكان في جنوب صنعاء ذكروا أنهم تلقوا تحذيرات عبر مجموعات مجهولة على تطبيق "واتساب" تبلغهم عن غارات إسرائيلية مرتقبة سوف تستهدف المدينة، وتطلب منهم إخلاء منازلهم فوراً.


ورجح السكان أن تكون وراء هذه الإشاعات عصابات تهدف إلى إجبارهم على مغادرة مساكنهم ليتسنى نهبها. وزاد من نسبة هذا الاحتمال التزام سلطات الحوثيين الصمت، فلم يصدر عنها أي تعليق على هذه الإشاعات، بل إن زعيم الجماعة تجنب الحديث بشكل مطلق عن ضحايا الغارات التي ضربت حي التحرير.


وفي وسط صنعاء وشمالها تتردد الإشاعات ذاتها؛ مما شكل حالة من الرعب لدى السكان. وتقول إحدى الناشطات إن في البلاد أكثر من 4 ملايين نازح منذ انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية في 2014، وإن "كثيراً من سكان صنعاء الآن مجبرون على ترك بيوتهم بسبب تهديدات بقصف إسرائيلي جديد".


وتساءلت عن "الذنب الذي ارتكبه هؤلاء كي ينزحوا، في حين أنه بنهاية الشهر الحالي سيكون أبناؤهم ملزمين أداء امتحانات الفصل الدراسي الأول، هذا إذا وجدوا مكاناً يذهبون إليه".


وأكدت الناشطة أن القيادات الحوثية يختبئون في "الكهوف الجبلية" أو في "بدرومات" البنايات، "وتركوا السكان يواجهون مصيرهم، مع أنهم سبب هذا الدمار والنزوح".


رفض المغادرة


يقول أحمد، وهو أحد سكان صنعاء، لـ"الشرق الأوسط"، إنه لا يستطيع مغادرة المدينة، وإنه ليس لديه مكان في الأرياف لينتقل وأسرته إليه خشية الغارات الإسرائيلية، ويؤكد أنه يسلم أمره وأسرته لله، ولكنه لن يسامح الحوثيين على ما جلبوه من قتل ودمار للمدنيين.


وأضاف: "نحن لسنا فداءً لأحد. أما الإجرام الإسرائيلي، فإن العالم كله قد أدانه ويرفضه، ولكن المسؤولية تلزم ألا تجعل الناس ضحايا وتقحم البلاد في صراع ليست لها فيه أي مصلحة".


ويجزم الرجل بأن "الحوثيين أقحموا المدنيين بمناطق سيطرتهم في حرب عبثية وموت محتَّم لا يحقق أي هدف غير زيادة أوجاعهم وتدمير ما تبقى من مقدرات البلاد".


وبينما يعيش السكان تحت جحيم الإشاعات، عادت "وزارة داخلية" الحوثيين لتحذيرهم من تصوير الأماكن التي استُهدفت بالضربات الإسرائيلية، وقالت إن ذلك "يخدم العدو".


وبعد يومين من تهديد "النائب العام" الحوثي بمحاكمة من ينشر صور الأماكن المستهدفة، دعت الوزارة الحوثية في الحكومة، التي لا يعترف بها أحد، جميع المواطنين إلى "الامتناع عن تصوير أو نشر أي مشاهد للأماكن التي تتعرض للقصف"، لما يمثله ذلك من "خدمة مباشرة للعدو" ولما "تقتضيه المصلحة العامة والوضع الأمني الراهن".


وهددت "داخلية" الحوثيين، التي يقودها عمّ زعيم الحوثيين وابن أخيه، بأنها ستتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من يقدّم "خدمة للعدو" عبر تصوير أو نشر مشاهد للأماكن المستهدفة، وطالبت السكان بالإبلاغ عن أي أعمال "مشبوهة".