صرّح باتريك كينيدي، ابن شقيق الرئيس الأمريكي الراحل جون إف. كينيدي، خلال مشاركته في التجمّع الحاشد للإيرانيين الأحرار في بروكسل يوم 6 أيلول/سبتمبر 2025، أنّ "روح المقاومة الإيرانية أقوى من القمع"، مؤكداً أنّ "المستقبل يتجسّد في إيران حرّة تقودها السيدة مريم رجوي والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية".
وقال كينيدي في كلمته أمام عشرات الآلاف من المتظاهرين، وبحضور شخصيات دولية بارزة من بينها مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي السابق ورؤساء برلمانات وشخصيات أوروبية، إنّ منظمة مجاهدي خلق الإيرانية قدّمت ستة عقود من التضحيات المتواصلة ولم تتوقف يوماً عن الدفاع عن الحرية، رغم التعذيب والسجون وحبال المشانق.
وأشار إلى أنّ الذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق ليست مجرد محطة تاريخية بل شهادة حيّة على صمود شعب يسعى للحرية. وأضاف: "كل عام كان النظام يظن أنه سيقضي على هذه الحركة. لكن الحقيقة أن كل عام جعلها أقوى وأكثر إلهاماً".
وأردف كينيدي مؤكداً: "القوة الحقيقية ليست في الرصاص أو البنادق أو السجون، بل في الروح البشرية التي لا تُقهر. إنّ منظمة مجاهدي خلق جسّدت هذه الروح منذ مواجهة جهاز السافاك في عهد الشاه وحتى تحدّي الملالي اليوم".
وشدد على أنّ هذه الحركة لم تعد مجرد معارضة، بل أصبحت رمز الأمل لمستقبل مشرق لإيران. وقال: "اليوم تمثل مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية البديل الديمقراطي الحقيقي، بقيادة السيدة مريم رجوي، لرسم ملامح إيران حرة، جمهورية، ديمقراطية، غير نووية، قائمة على المساواة وفصل الدين عن الدولة".
وأشار كينيدي إلى أنّ القمع الذي يمارسه النظام الإيراني ليس دليلاً على القوة، بل علامة ضعف وخوف. وأضاف: "ما نشهده اليوم في طهران ليس نظاماً واثقاً، بل سلطة مرتعشة لا تستطيع مواجهة شعبها إلا بالقمع والإعدامات".
وفي سياق حديثه عن المواقف الدولية، دعا كينيدي الدول الأوروبية إلى التوقف عن سياسة الاسترضاء التي وصفها بأنها "خطأ تاريخي لا يجلب أمناً بل يمنح الفاشية فرصة جديدة للتمدد". وأكد أنّ الوقت قد حان لمضاعفة العقوبات ضد النظام الإيراني والحرس الثوري ومحاسبته على جرائمه ضد الشعب الإيراني وضد شعوب المنطقة.
وقال: "الاسترضاء لا يحقق السلام، بل يشجع الدكتاتورية على الاستمرار. ما نحتاجه اليوم هو حزم أكبر وعقوبات مضاعفة، لأن الملالي لا يفهمون سوى لغة الردع".
كما حيّا كينيدي الحضور الأوروبي المتنوع في المظاهرة، مشيراً إلى أنّ القضية الإيرانية لم تعد شأناً محلياً بل قضية حقوق إنسان عالمية. وأضاف: "وجود شخصيات من الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا هنا اليوم يثبت أنّ نضال الشعب الإيراني هو نضال كل من يؤمن بالحرية".
وتابع قائلاً: "لو كنت اليوم في زنزانة مظلمة داخل إيران وأنتظر الإعدام، كنت سأرجو أن يكون هناك صوت في مكان آخر من العالم يقف من أجلي، لا لأنني إيراني، بل لأنني إنسان. هذه هي القضية الجوهرية: الإنسانية المشتركة".
وفي ختام كلمته، استحضر كينيدي ذكرى عمّه الرئيس جون إف. كينيدي، قائلاً: "في ذروة الحرب الباردة، أعلن الرئيس كينيدي من برلين: (أنا برليني)، ليؤكد أن كل الشعوب الحرة تقف مع سكان برلين". وأضاف: "اليوم، وأنا أقف هنا في بروكسل، أردد بكل فخر: (أنا إيراني) –لأعلن أنّ كل الشعوب الحرة تقف مع الشعب الإيراني حتى ينال حريته".
وأكد كينيدي أنّ التضامن مع الشعب الإيراني لم يعد خياراً أخلاقياً فحسب، بل ضرورة لحماية الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم. وقال: "عندما تتحرر إيران من نير الملالي، لن يكون الرابح فقط الشعب الإيراني، بل كل شعوب الشرق الأوسط والعالم".