آخر تحديث :الجمعة-12 سبتمبر 2025-01:53ص
اخبار وتقارير

الحوثي يصادر محاصيل المزارعين تحت مسمّى قوافل الجبهات

الحوثي يصادر محاصيل المزارعين تحت مسمّى قوافل الجبهات
الخميس - 11 سبتمبر 2025 - 11:16 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - عدن

تصعيدٍ جديدٍ يُضاف إلى سجل انتهاكاتها الطويل، أقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية، على إجبار مئات المزارعين اليمنيين في المحافظات الخاضعة لسيطرتها على "التبرع" بمحاصيلهم الزراعية مجاناً لمقاتليها في الجبهات، تحت ذريعة تسيير ما تسميه "قوافل غذائية"، في وقتٍ يعاني فيه المزارعون من أزمة إنتاج خانقة بسبب ارتفاع التكاليف وانهيار البنية التحتية.

وكشفت مصادر محلية، عن قيام فرق تتبع للمليشيا، خلال الأيام الماضية، بحملات إجبارية في مديريات بمحافظات صنعاء والحديدة وصعدة، لنهب محاصيل متنوعة من العنب والخوخ والتمور والرمان من مزارعين يعانون أصلاً من وطأة الحرب والإهمال.

و في خولان وبني حشيش بصنعاء، تم إرغام المزارعين على تسليم كميات من محاصيل العنب والخوخ.

و في الدريهمي بالحديدة، فُرض على المزارعين "التبرع" بالتمور، حيث أفادت مصادر زراعية بأن "القافلة الأخيرة من التمور هي الثالثة خلال أقل من شهر"، فيما تشرف قيادات حوثية على هذه الحملات من خلال ما يسمى "شعبة التعبئة".

و في معقل المليشيا بمحافظة صعدة، تركز النهب هذا الموسم على محصول الرمان، الذي يُمثل عصب الحياة لآلاف الأسر. حيث أجبر الحوثيون أبناء قبيلة بني حذيفة في مديرية مجز على تسيير قافلة مؤلفة من 1200 سلة رمان. وقبل أيام، فرضت المليشيا "تبرعاً" آخر بنحو ألف سلة إضافية للمرابطين في ما تسميه "المنطقة العسكرية السابعة".

وأكد مزارعون من صعدة أن حجم "الإتاوات" هذا العام تضاعف مقارنة بالسنوات الماضية، وربطوا ذلك بتوسع العمليات العسكرية للمليشيا وتصعيدها غير المحسوب في البحر الأحمر.

ونقلًا عن مزارع من سحار: "لا يمكن لأحد أن يرفض، المشرفون الحوثيون يراقبون زراعة الرمان منذ بداية الموسم وحتى الحصاد لضمان فرض ما يريدونه".

بينما كشف مزارع آخر عن استخدام المليشيا لأساليب التهديد والاعتقال المباشر لإجبار المزارعين على القبول، بالإضافة إلى نشر شائعات لخفض الأسعار وبيع المحاصيل بثمن بخس.

لا تأتي هذه الممارسات في فراغ، بل هي جزء من استراتيجية منهجية تهدف إلى تحويل القطاع الزراعي - شريان الحياة لأغلب اليمنيين - إلى أداة لتمويل الحرب، في بلد يستورد 90% من احتياجاته الغذائية ويعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ويحذر خبراء ومسؤولون زراعيون من أن سياسات المليشيا، المتمثلة في النهب والمصادرة والإدارة الكارثية، أسهمت في انهيار غير مسبوق للقطاع الزراعي، حيث تضرر أكثر من ثلث الإنتاج الزراعي بشكل مباشر.

ويكشف مصدر مطلع في صنعاء عن أن الفساد المستشري بين قيادات المليشيا وتنافسهم على تجارة المبيدات المهربة والبذور الملوثة أدى إلى تدمير مساحات زراعية شاسعة، وانتشار أمراض فطرية، وتهديدات بيئية وصحية جسيمة.