في مدينة تعز الخاضعة لسطوة مليشيا حزب الإصلاح الإخواني، تكشفت اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 تفاصيل جريمة بشعة تعكس حجم الفوضى والانفلات الأمني الذي تعيشه المحافظة تحت حكم هذه العصابات.
القصة بدأت مساء الاثنين 1 سبتمبر 2025، عندما كانت الدكتورة عزيزة شرف عائدة مع ابنتها إلى منزلها في منطقة كلابة، فتعرضت لرشق حجر داخل سيارتها أصاب وجهها. وعند محاولتها الشكوى لدى أسرة الطفل المعتدي، واجهتها والدته بوقاحة بالغة قائلة: "ابني يفعل اللي يشتي."
لكن المأساة لم تتوقف عند هذا الحد. فبعد نصف ساعة، وأثناء عودة الدكتورة وابنتها من البقالة، أوقفتهما نقطة عسكرية تتبع الكتيبة الثالثة في اللواء 170 أحد ألوية محور تعز الخاضع لحزب الإصلاح الإخواني، وهناك وقعت الكارثة.
تفاصيل الجريمة:
أطلق المسلحان جمال عبدالله عبده محمد (الملقب بالجمرة) ورضوان سيف محمد سعيد (الملقب شمهان) النار على إطارات السيارة ومقدمتها، قبل أن يوجها وابل الرصاص مباشرة داخل المركبة بهدف قتل الدكتورة وابنتها.
حطم المسلحان زجاج السيارة بمؤخرة بنادقهم، وأجبرا الدكتورة وابنتها على النزول، ثم وجها أسلحتهما إلى رأسيهما مهددين بالقتل، وسط سيل من الشتائم والألفاظ النابية.
اعترف المجرم شمهان قائلاً للدكتورة: "أنا أبو الولد، واللي فعلته لكم عقاب لأنكم اشتكيتوا بابني."
تورط قيادات الإصلاح:
وصل قائد الموقع المدعو عصام عبدالله مقبل، المسؤول المباشر عن هؤلاء المسلحين، وتعهد بتسليمهم للشرطة العسكرية ومحاسبتهم. غير أن الحقيقة تكشفت سريعاً:
لم يتم تسليم الجناة للجهات المختصة، بل اكتفى عصام بحمايتهم داخل اللواء لفترة قصيرة.
بعد أيام قليلة، ظهر الجناة طلقاء في ذات الحارة، دون أي محاسبة أو مساءلة، في مشهد يكشف التواطؤ الفاضح والتغطية على الجريمة.
تواطؤ أمني ودفن للقضية:
أهل الضحايا قدّموا بلاغات رسمية لقسم شرطة عصيفرة، وانتقلت فرق البحث الجنائي لمعاينة السيارة وتوثيق الجريمة، لكن القضية سرعان ما اصطدمت بجدار المماطلة والتكتيم، في محاولة واضحة لطمس الحقيقة وحماية المتورطين.
هذه الجريمة الشنعاء، التي نُفذت بدم بارد ضد امرأة وابنتها أعزلتين، تعكس حقيقة ما يعيشه أبناء تعز تحت قبضة حزب الإصلاح الإخواني: فوضى، بلطجة، واعتداءات تنتهي بالإفلات من العقاب.