أُعلن رسميًا عن تعليق الدراسة في مدرسة عقبة بن نافع الأساسية بمنطقة الحيمة العليا، شمال غرب محافظة تعز، لمدة أسبوع كامل، بعد تفشي سريع لوباء الكوليرا داخل المدرسة ومحيطها المجتمعي.
ووفق مصادر محلية وتعليمية، جاء القرار عقب وفاة طالبة في المرحلة الابتدائية متأثرة بإصابتها بالمرض، إلى جانب حالتي وفاة إضافيتين من أبناء المنطقة يُشتبه بأنهما ناجمتان عن الوباء. وأكدت المصادر أن الحادثة أحدثت صدمة بين أولياء الأمور والمعلمين، وسط مخاوف من اتساع رقعة الإصابات بين الطلاب.
وقالت مصادر تعليمية في مكتب التربية بتعز إن قرار تعليق الدراسة اتُخذ بشكل استباقي لمنع انتقال العدوى، مشيرة إلى أن فرقًا صحية بدأت فورًا بحملة تعقيم داخل المدرسة والمناطق السكنية المجاورة. وأوضح أحد المسؤولين: "الوضع حرج، ولا يمكن التهاون مع أي حالة اشتباه، وقد تم إبلاغ الجهات الصحية والسلطة المحلية بالوضع الطارئ".
وبحسب الأهالي، فإن العشرات من الطلاب يعانون من أعراض الكوليرا مثل الإسهال الشديد والقيء، وقد نُقلت بعض الحالات إلى مراكز صحية مجاورة لتلقي العلاج، في ظل إمكانات طبية محدودة.
ويُعد هذا التفشي من أخطر موجات الكوليرا التي ضربت المنطقة خلال العام الجاري، خاصة مع تدهور شبكات الصرف الصحي وندرة المياه النظيفة، الأمر الذي يجعل المدارس الريفية بيئة خصبة لانتشار الأمراض المنقولة عبر المياه.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن اليمن سجّل أكثر من 60 ألف حالة اشتباه بالكوليرا خلال عام 2023، وتُعد محافظة تعز من أكثر المناطق تضررًا بسبب كثافتها السكانية وظروفها المعيشية المتدهورة. كما تُقدّر نسبة المدارس في الأرياف التي تعاني نقصًا في المياه النظيفة والصرف الصحي بأكثر من 70%، ما يضاعف خطر تفشي الأوبئة بين الطلاب.