تتفشّى كارثة صحية مرعبة في محافظة إب، في ظلّ صمتٍ مريب وتكتمٍ ممنهج، إذ تُسجّل المستشفيات العشرات من الإصابات الجديدة يومياً بوباء الحصبة القاتل، وسط غياب تام لأي إجراءات وقائية أو حملات تطعيم من السلطات الصحية الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي التي منعت اللقاحات منذ سنوات بمزاعم واهية.
وكشفت مصادر طبية مطلعة، عن تفشي واسع النطاق للمرض منذ مطلع الشهر الماضي، مؤكدةً تسجيل وفيات متعددة بين الأطفال والمواطنين، بينما تفرض الميليشيا حظراً صارماً على إعلان الأرقام الحقيقية للضحايا أو مناقشة حجم الكارثة إعلامياً.
وأشارت المصادر إلى تركيز الإصابة في منطقة "وادي الجنات" شمال المحافظة، والتي تشهد موجة وبائية شرسة تنذر بتحوّل المنطقة إلى بؤرة لنشر المرض إلى المحافظات المجاورة، في مشهدٍ يكرّس الإهمال المتعمّد لمنظومة الصحة العامة.
وأكدت التقارير أن المليشيا تواصل حربها الممنهجة ضدّ حملات التطعيم، مما أدى إلى عودة أمراض طفولة قاتلة كان العالم قد قضى عليها تقريباً، مثل الشلل والكزاز والدفتيريا، إلى جانب الحصبة، في جريمة إنسانية جديدة تُضاف إلى سجلّ الانتهاكات الحوثية بحقّ المدنيين.