كشف تحقيق ميداني ووثيقة رسمية عن حملة جبايات جديدة شهدتها مديرية المظفر، استهدفت ملاك البسطات والباعة المتجولين في شوارع رئيسية، وسط اتهامات قوية للابتزاز والتضييق على مصدر رزقهم.
الحملة التي دشنتها سلطات المديرية الأسبوع الماضي عبر موظفي فرع مكتب الأشغال “البلدية”، استهدفت شوارع بير باشا، باب موسى، شارع التحرير، وباب الكبير، حيث تمت إزالة البسطات بالقوة ومصادرة المعروضات، ليفرض على أصحابها دفع مبالغ مالية ضخمة مقابل السماح لهم بممارسة أعمالهم لاحقًا.
المواطنون اعتبروا تحويل أرصفة الشوارع إلى أسواق وتأجيرها أمرًا “مهينًا ومزعزعًا للاستقرار”، مؤكدين أن ذلك تسبب في اختناقات مرورية حادة وقت الذروة، كما أنه يدمر حقوق المحلات والمنشآت الاستثمارية. وأوضحوا أن “للبقعة سعر، وللبسطة مع فرشها سعر آخر”، في مؤشر على الاستغلال الممنهج.
ولم يقتصر الأمر على شارع المحلولة، بل شمل تأجير أرصفة شوارع بير باشا وباب موسى، في ظل سيطرة ما يسمى بـ"متعهدي وعقال الأسواق" الذين يفرضون أتاوات غير رسمية على الباعة.
وأكد ملاك البسطات والباعة المتجولون أن الإجراءات لم تمنحهم أي مهلة لنقل بضائعهم، وتم الإتلاف والمصادرة بشكل واسع، ما أجبر الكثير منهم على البحث عن وسائل رزق بديلة، بعد أن أصبح العمل في هذه المهنة معرضًا للابتزاز اليومي.
وتشير المصادر إلى أن منذ تولي محمد الكدهي إدارة المديرية، وبتوجيه من مستشاره محمد توفيق جامل، تكثفت عمليات فرض الجبايات والإتاوات غير القانونية، طالت المحال التجارية، الشركات، البنوك، وصولًا إلى البسطات والباعة المتجولين، في وقت يعيش فيه غالبية السكان تحت خط الفقر.
المواطنون ناشدوا محافظ المحافظة التدخل فورًا لوضع حد لهذه الممارسات، وإعادة هيبة الدولة، وحماية حقوق البسطات والباعة الذين أصبحوا ضحايا الابتزاز والفساد الممنهج في قلب مديرية المظفر.