شهدت مديرية وادي عبيدة بمحافظة مأرب، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، انفجار مواجهات دامية بين مسلحي قبيلتي آل حتيك وآل فجيح، استمرت حتى ظهر الأربعاء، وسط ذهول السكان ومخاوف من اتساع رقعة الصراع.
وبحسب مصادر محلية، فقد استخدم الطرفان الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في اشتباكات خلّفت قتيلين وأربعة جرحى بينهم إصابات حرجة، إضافة إلى احتراق طقم مسلح. غير أن الأخطر كان امتداد الاشتباكات إلى محيط مخيمات النازحين، ما أدى إلى احتراق عدد من الخيام وخلق حالة من الرعب بين مئات الأسر الفارّة أصلًا من ويلات الحرب.
وتزامنًا مع اشتداد المواجهات، تحركت وفود وساطة قبلية يقودها مشايخ بارزون من مأرب وقبائل يمنية أخرى، بينهم ناصر بن علي بن عوشان، منصور الحنق، مفرح بحيبح، وأحمد حسين القردعي، في محاولة حثيثة لوقف إطلاق النار. وقد تمكنت الوساطة بالفعل من تهدئة الموقف وإيقاف القتال مؤقتًا، مع مساعٍ جارية لعقد صلح شامل بين الطرفين.
غير أن تكرار هذه الأحداث – بعد أيام فقط من اشتباكات مماثلة بين القبيلتين – يعكس هشاشة المعالجات القبلية وغياب حلول جذرية توقف مسلسل الدم والثأر، ما يبقي المنطقة على صفيح ساخن يهدد أمن مأرب واستقرارها، ويضاعف معاناة النازحين المحاصرين بين مطرقة الحرب وسندان الطبيعة القاسية.