أكد قائد المنطقة العسكرية الثانية بحضرموت، اللواء الركن طالب بارجاش، في مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية"، أن مخططات الفتنة تهاوت، بفضل الجاهزية الأمنية.
وتركزت خلال الفترة الماضية محاولات إثارة الفتنة في ساحل حضرموت، لكن جهود قوات الأمن والنخبة الحضرمية بدعم من التحالف العربي، تصدت لها.
وبحسب قائد المنطقة العسكرية الثانية، قائد لواء حضرموت اللواء الركن بارجاش، فإن المحافظة عاشت فترة عصيبة قبل أيام بعد محاولة عناصر حوثية وإرهابية حرف بوصلة تظاهرات عن مسارها السلمي.
وكشف بارجاش في المقابلة عن وجود تنسيق بين تنظيم القاعدة ومليشيات الحوثي وأطراف أخرى فضل عدم تسميتها، حاولت إسقاط حضرموت قبل أن تتهاوى مخططاتها ويعود الهدوء للمحافظة.
وكانت تقارير صحفية ومعلومات أمنية قد أشارت إلى تنسيق بين مليشيات الحوثي والقاعدة وجماعة الإخوان لإثارة الفتنة بالمحافظة المحررة.
• عناصر مندسة
قال القائد العسكري اليمني إن "حضرموت مرت بفترة شهدت خلالها مظاهرات بغطاء مطالب اجتماعية، خاصة فيما يتعلق بالكهرباء وهو مطلب لا يختلف عليه اثنان، ولكن هذا الغطاء تم استغلاله".
وأوضح أن "المظاهرات هدفها حرف الاهتمام من خلال اندساس عناصر حوثية وعناصر إرهابية وآخرين لا نريد ذكرهم".
وأضاف أن "هذه العناصر المندسة حاولت حرف مسار المظاهرات إلى مسار تخريبي، من خلال الاعتداء على مؤسسات الدولة وإغلاق الشوارع، وهي أعمال لا تحقق المطالب على الإطلاق وتربك السكينة وتقلق الأمن في حضرموت".
وأكد أن "هذه العناصر الإرهابية التي كنا على متابعة لها، لا تنشط داخل حضرموت، ولكن في أماكن بعيدة، وحاولت توزيع مبالغ مالية على المتظاهرين لإغلاق الشوارع كمقدمة لإسقاط المحافظة، وعندما فشلت انتقلت لتفجير التظاهرات في الشحر".
وأشار إلى أن "الأوضاع عادت إلى حالتها الطبيعية وتم التعامل مع التظاهرات بحكمة بحيث إنه لا ضرر ولا ضرار للحفاظ على مكاسب الدولة من أي تخريب، لأن مؤسسات الدولة تعتبر ملكا للمواطن الحضرمي قبل أن تكون ملك الدولة".
وأكد أن "حضرموت تهم الجميع، وهي عمق للمحافظات المحررة ولمحيطها العربي، وإذا تعرضت لأي مكروه فهي خسارة للجميع، ولهذا علينا جميعا المحافظة على ما تحقق من أمن واستقرار".
• تنسيق مشترك
وقال بارجاش، وهو أيضا نائب رئيس اللجنة الأمنية العليا في ساحل حضرموت، إن الأجهزة الأمنية والعسكرية "لديها من الأدلة ما يكفي لتثبت وجود تنسيق بين تنظيم القاعدة ومليشيات الحوثي".
وأضاف أن "آخر هذه الخطوات محاولة الحوثي والقاعدة إقامة اعتصامات باسم منظمة نداء، بقيادة أحد العناصر الحوثية المرسل من صنعاء إلى المكلا، والذي قام بتوزيع مبالغ مالية وهو الآن قيد المتابعة، وسيأتي اليوم الذي يقع فيه في يد الأجهزة الأمنية".
وأوضح المسؤول العسكري مخاطبا هذه التنظيمات الإرهابية: إنه "بعد تحرير حضرموت عام 2016، لا مجال للعودة، وحضرموت لديها قوات النخبة الحضرمية، وقوات مدربة وقادرة على صد أي محاولة، ولا يزال تنظيم القاعدة يحلم أن يعود إلى حضرموت، ولكن هذا بات مستحيلا".
وأكد أن "تنظيم القاعدة صحيح دفع بعناصر من خلال تسجيلات، وأيضا لهم تواجد في أماكن أخرى، ولكن ساحل حضرموت بات عليهم بعيدا كبعد السماء عن الأرض".
• تحديات ومعوقات ورسائل
وأشار بارجاش إلى أن المعوقات على الأرض كثيرة، لكن "بفضل الدعم المقدم من التحالف العربي، وخاصة الإمارات العربية المتحدة، التي قامت بتأسيس ودعم النخبة الحضرمية، استطاعت تجاوزها".
وأضاف أن "النخبة الحضرمية على علاقة قوية مع قيادة التحالف، وهي على تواصل مستمر، ولولاهم ما كنا وصلنا لهذا المستوى من الحرفية، ونحن نبادلهم الوفاء بالوفاء".
ووجه قائد المنطقة العسكرية الثانية في الجيش اليمني "الشكر والتقدير للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، لكونه صاحب القرار الشجاع لتحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة".
• رسائل حازمة
وفي رسائل حازمة، توعد بارجاش من يرغب في النيل من حضرموت، مؤكدا أن حضرموت تملك ما يكفي من الرجال والقوات لصد أي مخططات.
وأضاف في رسائل لليمنيين أن "كل المطالب المشروعة سيتم تحقيقها، ولكن ليس عن طريق تخريب المؤسسات والمستشفيات والكهرباء، وقطع الطرقات"، لافتا إلى أن "جميع هذه المطالب لا أحد ينكرها"، مؤكدا أنها ستحقق من خلال المسار السلمي، ومن خلال ما نتابعه الدولة ساعية نحو تحقيق المطالب ومهتمة اهتماما كبيرا بالمحافظة".
وجدد التأكيد على أن "حضرموت تعتبر قلب المحافظات المحررة، وقلب الوطن كله، وبدون حضرموت ستصبح الأوضاع معقدة"، مشيرا إلى أن حضرموت هي "الحديقة الخلفية لمحيطها العربي".
أما عناصر تنظيم القاعدة وحلفاؤهم، فنقول لهم: "إنه لا مكان لكم في حضرموت، ابتعدوا عنا أو سيكون مصيركم الموت"، حد قول المسؤول العسكري الرفيع في ختام رسائله للتنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها.
المصدر/ العين الإخبارية