اعتبر القاضي عبدالوهاب قطران أن العرض العسكري الذي أقامته مليشيات الحوثي قبل أيام بجوار منزل الشيخ حمير الأحمر في منطقة الحصبة بالعاصمة صنعاء، لم يكن مجرد استعراض عابر للقوة، بل رسالة تهديد مباشرة تستهدف شخصية سياسية واجتماعية اختارت البقاء في صنعاء رغم ما تعرضت له من ضغوط ومضايقات.
وقال قطران، في مقال نشره على صفحته في فيسبوك، إن الاتهامات التي توجه اليوم لحمير الأحمر، من قبيل “العمالة” و”قبض الأموال”، ليست سوى إعادة لإسطوانة قديمة درجت السلطات في صنعاء على استخدامها ضد الأصوات المعارضة، مشيرًا إلى أنه شخصيًا وعدد من الناشطين سبق أن واجهوا اتهامات مشابهة خلال سنوات الحرب.
وأضاف القاضي اليمني أن بقاء الأحمر في العاصمة، رغم ما تعرضت له أسرته من تفجير منازلها ونهب ممتلكاتها، إلى جانب التهديدات المستمرة التي تطاله، يعكس ـ بحسب وصفه ـ “قدرة على الصمود تحت ضغوط سياسية وأمنية متواصلة”، مؤكدًا أن هذا النمط من الاستهداف يندرج ضمن سياسة متكررة اعتمدتها السلطات في مواجهة شخصيات وقبائل معارضة، تقوم على “التشويه والتخوين” كأداة لإسكات الأصوات.
وأشار قطران إلى أن استهداف حمير الأحمر اليوم يدخل ضمن ما وصفه بـ “الحرب الباردة” ضد كل من يرفع صوته في مواجهة الفساد والظلم، حيث تُلصق التهم الجاهزة بالتنسيق مع الخارج أو تلقي الأموال بأي شخصية لا تنسجم مع توجهات الحوثيين.
وختم بالقول إن ما جرى في الحصبة “إشارة واضحة إلى أن سياسة الترهيب لم تتغير، وأن أدواتها هي نفسها: استعراضات عسكرية، تهم جاهزة، ورسائل تخويف مبطنة”.