أثار انتشار قوالب ثلج ملوثة في أسواق وشوارع مدينة تعز موجة غضب وقلق شعبي واسع، بعد تسجيل حالات تسمم غذائي متزايدة بين المواطنين، في ظل غياب الرقابة الرسمية على عملية إنتاج وتوزيع وبيع الثلج.
وبحسب شهادات مواطنين وأطباء، فإن بعض تجار الثلج يلجأون لاستخدام مياه ملوثة من آبار غير صالحة للشرب في تصنيع القوالب، إضافة إلى بيعها في أماكن متسخة ومعرضة للأتربة والجراثيم، ما يجعلها سبباً مباشراً للإصابة بأمراض خطيرة.
وقال مواطن من تعز إن أسرته أصيبت بكاملها بالتسمم بعد تناول مياه مثلجة، مؤكداً أن الطبيب أخبرهم بأن الثلج الذي شربوه ملوث. وأشار مواطن آخر إلى أن زوجته تعرضت لمغص شديد بعد شرب الماء المثلج، حيث أكد الطبيب أن سبب التلوث هو قوالب الثلج المنتشرة في الأسواق.
أسعار باهظة ونوعية رديئة
ورغم رداءة المنتج وخطورته الصحية، يشتكي المواطنون من ارتفاع أسعار الثلج، إذ يصل سعر ربع قالب إلى أكثر من 3,300 ريال، في ظل استغلال بعض التجار لحاجة الناس وسط ارتفاع الحرارة وشح مياه الشرب.
محمد جميل، جندي متقاعد، اعتبر أن تجارة الثلج تحولت إلى سوق سوداء مربحة، حيث يستخدم بعض التجار مياه آبار ملوثة لتقليل التكاليف، فيما تباع القوالب بأسعار مرتفعة دون أدنى رقابة صحية.
كارثة صحية تهدد تعز
وبحسب أطباء في المدينة، فإن حالات التسمم الغذائي المرتبطة بالثلج الملوث تسجل بالعشرات يومياً، محذرين من أن هذه الثلوج تنقل أمراضاً خطيرة مثل التيفوئيد، الكوليرا، الزحار، التهابات الكبد، وأمراض الكلى، وقد تتسبب حتى بالسرطان على المدى الطويل نتيجة المعادن الثقيلة والملوثات التي تحتويها.
مشاهد صادمة من داخل مصانع التوزيع
خلال جولة ميدانية في مناطق باب الكبير وباب موسى، رُصدت مشاهد صادمة لعمليات توزيع الثلج، حيث شوهد العمال وهم يركلون القوالب بأقدامهم ويقطعونها على فراش ملوث دون أي إجراءات وقائية، بينما تُنقل القوالب في سيارات وباصات مليئة بالأتربة والجراثيم، في انتهاك صارخ لأبسط معايير الصحة العامة.
مواطنون يطالبون بتدخل عاجل
في ظل هذه الكارثة الصحية، يطالب أبناء تعز السلطات المحلية والجهات المختصة بفرض رقابة صارمة وعاجلة على مصانع إنتاج الثلج وأسواق توزيعه، وإخضاعه للفحص الدوري، مع محاسبة المخالفين حفاظاً على حياة وسلامة المواطنين.