مشهد بطولي يكشف عن صمود استثنائي في مواجهة المليشيا الحوثية الإرهابية، وصل الشاب محمد عبده الصباحي، يوم أمس الجمعة 15 أغسطس 2025، إلى العاصمة عدن مصابًا بثلاث رصاصات، بعد عملية معقدة أعقبت مواجهات دامية مع الحوثيين في مدينة رداع بمحافظة البيضاء.
وكان يوم الأحد 20 يوليو 2025 قد شهد اشتباكًا عنيفًا في حي الحفرة بمدينة رداع، عقب محاولة عناصر حوثية اختطاف الصباحي أمام مطعم حرض في الشارع العام. غير أن الصباحي تصدى للمسلحين وأطلق النار دفاعًا عن نفسه، ما أدى إلى مقتل اثنين منهم وإصابة آخرين، ليتحول الحي إلى ساحة مواجهة مفتوحة.
وسارعت الجماعة حينها إلى الدفع بتعزيزات مسلحة يقودها المشرف الميداني الحوثي أبو نصر الريامي، الذي اقتحم مطعمًا بعد تلقي بلاغات بوجود الصباحي داخله.
وبحسب شهود عيان، انتزع الحوثيون سلاحه بعد عراك عنيف، معتقدين أن المهمة أنجزت، غير أن المفاجأة وقعت حين استلّ الصباحي خنجره وطعن به مشرف التحريات الحوثي الريامي، ليسقط قتيلًا أمام أتباعه.
الصباحي انتزع سلاحًا من أحد المرافقين وفتح نيران المواجهة من جديد، لتندلع اشتباكات واسعة أسفرت عن مصرع الريامي وإصابة ثلاثة من عناصر المليشيا، أحدهم فارق الحياة لاحقًا. غير أن الصباحي أصيب بعدة طلقات، ليوضع في دائرة الخطر.
وفي خضم الفوضى، عمد الحوثيون إلى إشاعة خبر مقتله يوم 20 يوليو، في محاولة لتمويه إخراجه من ساحة المواجهة وإخفاء خسارتهم الثقيلة، بينما كان البطل قد انسحب جريحًا بمساعدة شبان محليين إلى حي الحفرة المجاور، حيث واصل المقاومة لعدة ساعات.
وأكدت مصادر مقربة أن الصباحي لم يكتف بقتل المشرف الحوثي الريامي، بل استولى على سلاحه، قبل أن يتوارى مصابًا بجراح بالغة حتى تمكن لاحقًا من الوصول إلى عدن يوم أمس الجمعة.
وأطلقت الجماعة عقب ذلك حملات اعتقال في مدينة رداع، شملت عددًا من المدنيين بينهم أطباء وممرضون، يُشتبه في تقديمهم مساعدات للمصاب أو تسهيل فراره. كما شنت حملة أمنية موسعة على قرية الصباحي في مديرية صباح.
ويعد محمد الصباحي من الأسماء التي تتهمها الجماعة بالمشاركة في نشاطات مناهضة لها، لكنه –وفق مقربين منه– لم يكن ينتمي لأي تشكيل رسمي، وكان يعتمد على تحركات فردية تهدف لمقاومة الحوثيين في البيضاء ورداع.
وتشهد مدينة رداع وأحياؤها منذ تلك الأحداث حالة من التوتر الشديد، مع استمرار الاستنفار الأمني الحوثي والمداهمات التي طالت منازل المدنيين، وسط احتقان شعبي متصاعد جراء سياسات الجماعة القمعية التي تمارسها بحق أبناء المحافظة.