آخر تحديث :الجمعة-15 أغسطس 2025-12:19ص
اخبار وتقارير

أمطار الحياة تنقذ أبناء تعز.. السماء تفتح أبوابها في وجه حصار العطش

أمطار الحياة تنقذ أبناء تعز.. السماء تفتح أبوابها في وجه حصار العطش
صورة بداية هطول الأمطار على مدينة تعز
الخميس - 14 أغسطس 2025 - 10:10 م بتوقيت عدن
- تعز - نافذة اليمن - محرم الحاج

في لحظة امتزجت فيها دموع الفرح بدموع المعاناة، شهدت مدينة تعز اليوم الخميس هطول أمطار متوسطة وُصفت بأنها "أمطار خير وبركة"، لتمنح السكان جرعة أمل وسط أزمة مياه خانقة تعصف بالمدينة منذ أكثر من شهرين.

مشاهد البهجة غمرت الشوارع، حيث خرج الأهالي أطفالًا وكبارًا يلعبون تحت زخات المطر، فيما اغتنم آخرون الفرصة للاغتسال وتعبئة ما استطاعوا من أوانٍ، في ظل غياب مياه الشرب وارتفاع أسعار صهاريج المياه إلى مستويات قياسية.

هذه الزخات التي وصفها المواطنون بـ"هدية من السماء" جاءت بعد أن عجزت الأرض والسلطات عن توفير قطرة ماء، في وقت تعيش فيه المدينة حصارًا حوثيًا خانقًا منذ عام 2015، شمل منع تدفق المياه من الحقول الرئيسية شمال شرق المدينة، ضمن سياسة "العقاب الجماعي".

ورغم صمود تعز لعقد كامل، تفاقمت الأزمة مؤخرًا بفعل الفساد الإداري والفني داخل مؤسسات المياه، ما جعل تشغيل آبار الضباب وشارع الثلاثين شبه مستحيل، وفتح الباب أمام المتاجرين بالأزمة لرفع الأسعار بشكل جنوني، إذ قفز سعر صهريج المياه (5 آلاف لتر) إلى أكثر من 120 ألف ريال يمني (نحو 42 دولارًا)، فيما ارتفع سعر جالون المياه المحلاة (20 لترًا) من 200 ريال إلى أكثر من 2000 ريال.

الأزمة دفعت آلاف النساء والأطفال للاصطفاف في طوابير طويلة لساعات بحثًا عن الماء، بينما تعالت الأصوات الشعبية للمطالبة بكسر الحصار الحوثي واعتبار تحرير حقول المياه معركة إنسانية عاجلة، وسط تجاهل المليشيا لمطالب الأمم المتحدة بإعادة الضخ.

ودعا ناشطون المجلس الرئاسي إلى التحرك السريع وتنفيذ مشاريع استراتيجية، على رأسها مشروع تحلية مياه البحر، ومشروع مياه "طالوق" الذي أعلن عنه نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح في 2023 كأمل استراتيجي لإنقاذ المدينة من العطش القاتل.

وبينما ينتظر السكان حلولًا ملموسة، جاءت أمطار اليوم لتؤكد أن السماء أحنّ من الأرض، وأن تعز تستحق الحياة… لا المزيد من الصمت.