وسط المعاناة الحادة التي يكابدها المرضى في مناطق مليشيا الحوثي الإرهابية بسبب نقص الأدوية المنقذة للحياة، كشفت مصادر مسؤولة في وزارة الصحة التابعة لحكومة الانقلاب غير المعترف بها دوليًا، عن اختلاس وزير صحة الحوثيين السابق، طه المتوكل، كميات ضخمة من أدوية نادرة تقدر قيمتها بملايين الدولارات.
وتضمنت الأدوية المختفية نحو 40 ألف فيالة من دواء "الألبومين" الذي تُباع الفِيالة منه بسعر 37 ألف ريال يمني -عملة قديم- إضافة إلى 20 ألف جرعة من عقار "جاما جلوبولين" النادر الذي تصل قيمة الجرعة الواحدة إلى 2000 دولار، وهو ضروري لتعزيز المناعة ضد الأمراض الخطيرة.
كما اختفت كميات كبيرة من أدوية علاج مرضى السكري بقيمة تجاوزت 200 مليون ريال يمني -عملة قديم- كلها ضمن شحنات إغاثية مقدمة من منظمات دولية لدعم النظام الصحي المنهار في مناطق سيطرة الحوثيين.
ولم يتوقف نهب المتوكل عند الأدوية فقط، بل استولى أيضًا على أجهزة ومعدات طبية حديثة، قام بتحويلها إلى مستشفى خاص يملكه هو وشقيق زوجته، الذي بات من أكبر المستشفيات الخاصة في صنعاء.
وتعكس هذه الفضيحة نموذجًا صارخًا لاستغلال مليشيا الحوثي للمساعدات الإنسانية ونهب الموارد الطبية لصالح جيوب قياداتها، مما يعرض حياة المرضى للخطر ويُغذي السوق السوداء للأدوية النادرة والمنقذة.