لسنوات، ظلت الزينبيات تُشيع الخوف في أوساط نساء اليمن، لاسيما بعد تحولهن مؤخرًا لجهاز أمني قمعي مستقل ينفذ المخططات برداء الحشمة والفضيلة.
وعلمت "العين الإخبارية" من مصادر أمنية خاصة أن زعيم المليشيات الذي أخضع الجهاز لإشرافه المباشر، عيَّن مؤخرًا "أسماء حسين المؤيد" و"زهراء أبو طالب" لقيادة هذا الجهاز الأمني النسوي، وذلك عقب عامين من إخضاع عناصر وقيادات نسائية لتأهيل مكثف.
ووفقًا للمصادر، فإن "اختيار زعيمتين سريتين لإدارة هذا الجهاز المؤلف من مجاميع الزينبيات جاء بهدف إدارة الملف الأمني في أوساط النساء في المؤسسات والجامعات ومدارس البنات وكل المؤسسات النسوية، وصولًا إلى اختراق زوايا الحياة الخاصة لليمنيين".
• المهام السوداء
كلّفت مليشيات الحوثي الجهاز النسائي، بعد إضفاء الطابع المؤسسي عليه، بـ"طرق المراقبة والملاحقة والتجسس على اليمنيات، وقمع أي مظاهرات أو اعتصامات نسائية على مستوى صغير كالمؤسسات، أو على مستوى جماهيري كالمظاهرات في الشوارع".
ووفق المصادر ذاتها، فإن الجهاز الأمني النسائي أصبح يتولى "رصد وتحليل آراء الأوساط النسائية على مستوى المدارس والجامعات والحارات، وغيرها من الدوائر التي تأتي في إطار نقل تجارب خارجية".
كذلك يتولى الجهاز مهام "تنفيذ فصل النساء عن الرجال في كل المؤسسات التعليمية، سواء في الجامعات أو حتى المدارس الابتدائية على مستوى الأرياف، وكذلك مرافق العمل في الجهات الحكومية والخاصة، لاسيما صنعاء"، بحسب ذات المصادر.
• دورات ورحلات
وجاء تأسيس مليشيات الحوثي لجهازها النسائي، بحسب المصادر، بعد أن تم "إخضاع عناصره لدورات عامة عسكرية وأمنية، وأخرى متخصصة في مجالات الإعلام والنشر على شبكات التواصل الاجتماعي، ودورات في مجال التجسس والمراقبة".
وأوضحت المصادر أن "عناصر الزينبيات تلقين هذه التدريبات الخاصة على يد خبراء وخبيرات أجنبيات في مجالات أمنية متعلقة بإدارة الحملات ضد متظاهرات أو احتجاجات نسوية مفترضة في مناطق سيطرة الانقلابيين".
وكانت مليشيات الحوثي قد أرسلت دفعتين من عناصر جهاز الزينبيات إلى إيران بين شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب 2023 لتلقي دورات تدريبية ذات طبيعة أمنية بالدرجة الرئيسية.
ووفقًا للمصادر، فإن "مليشيات الحوثي أوفدت آنذاك 120 قيادية كن يعملن كقيادات أمنية مرتبطة بجهاز الأمن والمخابرات، وشاركن في تنفيذ مهام أمنية وتجسسية لصالح المليشيات في صنعاء منذ 2018".
وعن آليات سفر الزينبيات، قالت المصادر لـ"العين الإخبارية" إنه جرى "خروجهن عبر دولة ثالثة بغطاء كونهن عوائل تابعة لقيادات في المليشيات الحوثية أو مرافقات لجرحى من عناصر المليشيات".
وأشارت المصادر إلى أن "مليشيات الحوثي استغلت رحلات جوية كانت تصل إلى مطار صنعاء بموجب الهدنة الأممية لنقل القيادات النسائية تحت ذريعة أنهن عائلات قيادات حوثية تتواجد في إيران ولبنان".
• عناصر سلالية
وقبل تحولهن إلى جهاز أمني متكامل، كانت الزينبيات يعملن كمجاميع نسائية مسلَّحة شيدتها المليشيات الحوثية لممارسة عملها بعيدًا عن أي ضوابط، وعملن تحت قيادات حوثية عليا، منهم سلطان زابن الذي قُتل في أبريل/نيسان 2021، بعد أشهر من معاقبته من قبل مجلس الأمن إثر تورطه في تعذيب النساء.
ولا توجد حتى الآن إحصائية دقيقة ورسمية عن عدد عناصر هذا الجهاز، لكن المصادر تشير إلى أن "معظم، إن لم يكن جميع، المنخرطات في هذا الجهاز ينتمين إلى الأسر الحوثية السلالية".
ونادرًا ما تتواجد امرأة من خارج إطار هذه الأسر السلالية ضمن هذا التشكيل النسوي، وهو ما تبرره القيادات الحوثية بـ"ضمان الثقة والولاء التام وعدم إمكانية اختراقهن".
• الحرب الناعمة
وتتواجد حاليًا عناصر جهاز الزينبيات في بعض المرافق الهامة، خصوصًا المدارس والجامعات والمستشفيات، حيث أوكل زعيم مليشيات الحوثي لهذه المجاميع النسوية القيام بعمليات التفتيش لمبررات أمنية، وقد توسع دورهن لممارسة صلاحيات أمنية وإدارية وإشرافية على بعض المرافق، خصوصًا مدارس البنات والمرافق النسائية، وفقًا للمصادر.
ومن أبرز وجوه هذا الجهاز الأمني القيادية ابتسام المحطوري، المشرفة على الفريق النسائي بصنعاء، والتي تعمل بجانب جهاز استخبارات الشرطة في إدارة ومراقبة وملاحقة كل ما يتصل بـ"الحرب الناعمة" التي تطلقها المليشيات على ما يسمى "الغزو الثقافي".
ووفقًا لتقارير دولية، فإن جهاز الزينبيات المتورط بارتكاب 1444 انتهاكًا بحق نساء يمنيات بين ديسمبر/كانون الأول 2017 وأكتوبر/تشرين الأول 2022، يشبه إلى حد كبير وحدة الأمن النسائية الإيرانية "فراجا".
المصدر/ العين الإخبارية