شهدت محافظة تعز موجة غضب شعبية واسعة إثر قرار محافظ المحافظة، نبيل شمسان، بوقف الحملة الأمنية التي يقودها العقيد نبيل الكدهي لضبط أسعار السلع الأساسية وربطها بسعر صرف العملة، في خطوة أثارت استياءاً واسعا في صفوف المواطنين والناشطين.
وجاء في البلاغ العملياتي الصادر عن عمليات المحافظة، اليوم السبت، إيقاف الحملة الأمنية وإسناد مهمة ضبط الأسعار والتجار المخالفين إلى مكتب الصناعة والتجارة، ما اعتبره مواطنون تواطؤًا فاضحًا بين السلطة المحلية ومكتب الصناعة والتجارة، الذي اتهموه بالتغاضي عن التلاعب الكبير في الأوزان والأسعار وجودة السلع.
وعبر ناشطون ومواطنون عن امتعاضهم من القرار، معتبرين أن التحسن الذي شهدته تعز خلال الأيام الستة الماضية، وكشف فضائح التجار المتلاعبين، قد أغضب السلطة المحلية التي فضحت تقاعس مكتب الصناعة والتجارة، مما دفع المحافظ إلى إيقاف الحملة.
وطالب المحتجون بإعادة الحملة فوراً، وضبط أسعار السلع وربطها بسعر صرف العملة، مع محاسبة التجار الجشعين الذين يستغلون قوت المواطن، محذرين من أن استمرار تجاهل الأوضاع سيقود إلى انفجار شعبي لا يُحمد عقباه.
كما وجهوا نداء عاجلاً إلى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بإقالة المحافظ شمسان وإعادة هيكلة السلطة المحلية في تعز، مع دعوات للتدخل السريع لإنقاذ المحافظة من الانهيار المستمر، ووقف مسلسل التجاهل والخذلان.
وتشهد تعز أزمة غير مسبوقة في الخدمات الأساسية، كالمياه والصحة والتعليم، فضلاً عن تفاقم الفساد الإداري وغياب الرقابة، ما أدى إلى فقدان الثقة بين المواطن والسلطة وارتفاع منسوب السخط الشعبي.
بدوره، أكد العقيد نبيل الكدهي، قائد الحملة الأمنية، أن الحملة جاءت بناءً على توجيهات مدير عام شرطة المحافظة وتوجيهات المحافظ، وتنفيذًا لتعليمات رئيس الوزراء ووزارة الصناعة والتجارة، مشددًا على أنها ليست أداة ابتزاز أو تصفية حسابات، بل واجب وطني للحفاظ على كرامة أبناء تعز وضمان حياة كريمة لهم.
وأشار الكدهي إلى أن الحملة شملت الأفران ومحطات المشتقات النفطية والأنشطة التجارية المختلفة، وأسفرت عن ضبط مخالفات كبيرة لتجار استغلوا المواطنين بالتلاعب بالأوزان والأسعار، وتمت إحالتهم إلى نيابة الصناعة لاتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحقهم.
وختم العقيد الكدهي تصريحه بالتأكيد على رفع تقارير يومية تفصيلية عن سير الحملة إلى مدير عام شرطة المحافظة، حرصاً على الشفافية والمتابعة المستمرة.