آخر تحديث :الأربعاء-06 أغسطس 2025-01:41ص
اخبار وتقارير

كشف تجاوزات جسيمة بمحطات الوقود ولجنة رقابية تضبط سرقة 2.5 لتر من كل دبة وتغلق المحطات بتعز

كشف تجاوزات جسيمة بمحطات الوقود ولجنة رقابية تضبط سرقة 2.5 لتر من كل دبة وتغلق المحطات بتعز
الثلاثاء - 05 أغسطس 2025 - 10:54 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - محرم الحاج

في خطوة وُصفت بالحازمة نحو فرض القانون وردع المتلاعبين، نفذت لجنة رقابية ميدانية، اليوم الثلاثاء، حملة تفتيش مفاجئة استهدفت عددًا من محطات الوقود في مدينة تعز، بهدف التأكد من التزام أصحاب المحطات بالكميات المباعة وتطبيق خفض أسعار المشتقات النفطية، تماشيًا مع الانخفاض في سعر صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني.

الحملة، التي ترأسها العقيد نبيل الكدهي، كشفت تجاوزات جسيمة، حيث تم ضبط عدد من المحطات تقوم بإنقاص 2.5 لتر من كل دبة بترول سعة 20 لترًا، بالإضافة إلى محطات تواصل البيع بالسعر القديم في تجاهل صارخ لتوجيهات تخفيض الأسعار، فضلًا عن إنقاص 62 بنطًا من كل دبة، في ممارسات وصفت بأنها تزيد من معاناة المواطنين وتنهك قدرتهم الشرائية.

وأسفرت الحملة عن:

إغلاق عدد من المحطات المخالفة.

إحالة أصحابها إلى النيابة العامة.

توجيه تحذير شديد اللهجة من قبل العقيد الكدهي لكل المخالفين، مؤكدًا أن اللجنة الرقابية لن تتهاون مع أي جهة تتلاعب بالكميات أو الأسعار، وأن حملات التفتيش ستستمر لتطال جميع مديريات المحافظة.

وأشار الكدهي إلى أن هذه الإجراءات الصارمة تؤكد التزام الأجهزة الأمنية بفرض سيادة القانون وضمان وصول المشتقات النفطية للمواطنين بأسعار عادلة ووفقًا للأنظمة المعمول بها.

ولاقت الحملة ارتياحًا شعبيًا واسعًا، واعتبرها العديد من النشطاء والمواطنين خطوة جريئة طال انتظارها لوقف العبث بسوق المشتقات.

الناشط الإعلامي والحقوقي البارز فواز البكاري علّق على الحملة في منشور حمل عنوان "حين يموت الضمير وتغيب الرقابة يتحول الغش إلى شطارة"، قال فيه: "المواطن اليوم هو من يدفع الفاتورة ويتحمّل المعاناة وحده، والسبب رقابة غائبة وتجار بلا ضمير ولا حسيب ولا رقيب."

وأضاف: "لسنوات طويلة ظل المواطن يتزود بالوقود وهو يجهل حجم الفاقد الحقيقي من حقه تحت عباءة الثقة والصمت، لكن اليوم ومع فحص معيار التعبئة، تبيّن أن غالبية المحطات تنقص من الكمية التي يتزود بها المواطن. هذا ليس خطأً تقنيًا عارضًا، بل نمط متعمد لنهب ما تبقى في جيوب الناس."

ووصف البكاري هذا السلوك بـ"الجريمة التي تكشف غياب الرقابة وضمور المساءلة وتغوّل المصالح الخاصة على حساب حقوق الناس"، متسائلًا: "إذا كان النقص في كل تعبئة، فكم سُرق منا عبر السنوات؟ وإذا كان الغش يُمارس بهذه الجرأة، فكيف نمنح الثقة لمن لا يقدّرها؟".

وأكد أن العدالة لا تُقاس بالكلام، بل بـالدقة في الكيل وحفظ حق المواطن في كل قطرة يدفع ثمنها.

وختم منشوره بالثناء على جهود اللجنة الرقابية قائلًا: "نثمّن عاليًا الجهود التي لمسها المواطن مؤخّرًا، ونتمنى استمرارها وتكثيفها حتى يصحى ضمير من لا ضمير له."

فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين.

تأتي هذه الحملة وسط ظروف اقتصادية صعبة يعيشها المواطنون، حيث يُنتظر من السلطات أن تضبط السوق وتكبح فوضى الأسعار والكميات، لا سيما في ظل تزايد الشكاوى من ممارسات غش وتلاعب أصبحت تستهلك ما تبقى من طاقة المواطن وقدرته على الصمود.