تداول ناشطون محليون مساء الجمعة، صورةً تقشعر لها الأبدان للمواطن يحيى مشني، وهو مُقيّد بالسلاسل والأقفال على سرير في مستشفى الجوف، بعد أن أُصيب بطلق ناري إثر خلاف على قطعة أرض مع أحد أقاربه، الذي تصادف أن يكون من أتباع زعيم العصابة عبدالملك الحوثي، في مشهد صادم يعكس الانحدار الأخلاقي والإنساني لمليشيا الحوثي.
الحادثة، التي وقعت في منطقة المرانة بمديرية برط المراشي، كشفت حجم الانحطاط الذي وصل إليه "نظام العدالة" في مناطق سيطرة الحوثي، إذ لم تُكلّف المليشيا نفسها التحقيق أو الاحتكام للقانون، بل عمدت مباشرة إلى تكبيل الجريح بالسلاسل الحديدية في قدميه، وهو على سرير المستشفى.
وفي حين أن الجاني ينتمي إلى جماعة تدعي أنها "الحق الإلهي"، لم يُمسّ أو يُستدعى، وكأنه فوق القانون، بل وفوق الإنسانية، لتتحول الضحية إلى مجرم، والجاني إلى مقدّس لا يُمسّ.
ويعامل المواطن يحيى مشني، وكأن ذنبه أنه لم يمت بالرصاصة، فبحسب شهود، أُهين داخل المستشفى، وقُيّد كما تُربط البهائم، في مشهد يعجز عن وصفه الوجدان، بينما يتحول المستشفى من ملاذ للشفاء إلى ساحة للتعذيب النفسي والإذلال.
وفي تعليق ناري، قال الناشط عبدالواسع الجمالي: "حتى الصهاينة لم يفعلوا ما فعلتموه، كيف تُقيّدون جريحًا خارجًا من غرفة العمليات؟ أيُعقل هذا؟!".
واثارت الصورة المتداولة موجة غضب عارمة في أوساط اليمنيين، الذين عبّروا عن سخطهم من وحشية مليشيا الحوثي، التي تُكرّس قضاء الغاب ومفاهيم الانتقام الطائفي، بدلًا من العدل والإنصاف، مؤكدين أن ما جرى يُجسد دولة اللاعدالة التي يعيشها اليمنيون شمالًا.