آخر تحديث :السبت-27 ديسمبر 2025-12:37ص

‏ماذا بعد الضربة؟

السبت - 27 ديسمبر 2025 - الساعة 12:31 ص

صالح ابوعوذل
بقلم: صالح ابوعوذل
- ارشيف الكاتب


هل ستتكرر مرة ثانية وثالثة… وألف وإلى ما لا نهاية؟ ثم ماذا بعد؟.. ما هي أستراتيجيتك لما بعد ألف طلعة جوية؟.. اليوم التالي لـ"ألف ضربة جوية".. ما هو؟ لا شيء قفز في الهواء


إذا كانت لديك في السابق مشكلة واحدة (مشكلة الحوثيين)، فقد أصبحت اليوم مشكلتين، وقريبا ستواجه ثالثة في مأرب، ورابعة في الحديدة. لقد امتلكت فرصة تاريخية لا تُعوّض لإخراج الحوثيين من صنعاء وساعدة الرئيس هادي في العودة إلى الحكم مرة أخرى، لكنك فضّلت المناورة، واخترت مسار الاتفاقات السرّية بعيدًا عن بقية القوى التي قدّمت الدم على الأرض.


اليوم، وقد تحرّر الجنوب وتخلّص من الإرهاب، لن تُعيده ألفُ ضربة جوية إلى أن يكون تحت «ولاية الفقيه الحوثي». والأمر ذاته ينطبق على مأرب والبيضاء والجوف؛ فهذه مجتمعات وقبائل سُنّية لا يمكن أن تقبل البقاء تحت حكم الإخوان أو الحوثيين، وستقاوم. أمّا تهامة، فلديها معركة ثأرية ممتدة منذ أكثر من قرن.


حين انتقدنا إدارة الملف اليمني، لم نكن خصوما لكم، بل كنا نسعى إلى تصويب المعركة، وإعادة توجيه الأهداف التي قام عليها التحالف العربي. لكن ما حدث اليوم هو جرحٌ عميق في حضرموت، تلك التي تصفونها بعمقكم الاستراتيجي. الإشكال ليس في الضربة ذاتها، ولا في تكرارها، بل في آثارها السلبية وتداعياتها السياسية والاجتماعية.


حين نال الجنوب العربي استقلاله من بريطانيا، أراد أن يكون حليفًا لكم، لكنكم رفضتم ذلك، فاتجه نحو الاتحاد السوفيتي. أيا تكن خياراته حينها، فقد اختار. واليوم، للجنوب العربي تحالفاته القوية والاستراتيجية العربية، فهو شعب حيّ، يمتلك نخوة عروبية لم تُقدَّر ولم تُحترم.


لم يُحترم شعبٌ جعل أرضه ساحة مواجهة بينكم وبين إيران، وهو يردّد أن المعركة معركة أمن قومي عربي، دون أن يدرك أن يومًا سيأتي يُطلب فيه منفذ على البحر العربي، بينما كان الأولى أن تكون المنافذ في قلوب العرب قبل أراضيهم.


هذه نتائج خياراتكم وحدكم. أمّا هذا الشعب، فقد اختار الطريق الصعب منذ عقود؛ حمل السلاح حين تُرك فريسة سهلة لتحالفات حرب 1994 -معركة اسامة بن لادن التأريخية- ثم تركت صنعاء فريسة سهلة لإيران في 21 سبتمبر 2014.


قريبا، سيقف من يؤمّن مأرب ضد القاعدة والتنظيمات الإرهابية، وسيقف من يحمي تهامة، لا طمعًا في البحر الأحمر ولا طلبا للوصاية، بل دفاعًا عن أمنه وحمايته.


والله المستعان.


‎#صالح_أبوعوذل