كشف الصحفي الاستقصائي عمار علي أحمد، مساء الجمعة، عن أن تعافي العملة الوطنية في المناطق المحررة ليس سوى مؤشر صغير لتحول كبير في موقف المجتمع الدولي تجاه الملف اليمني، والذي بات -بحسب وصفه- أقرب من أي وقت مضى إلى دعم إجراءات تُنهي وجود الحوثيين عبر خنق مصادر تمويلهم، ورفض أي تسوية لا تُنزع فيها أنياب الجماعة.
وأوضح عمار في منشور رصده نافذة اليمن على حسابه الشخصي بموقع فيس بوك، أن الحوثي يدرك تمامًا خطورة الموقف الدولي المتغير، ويُدرك أنه سيدفع "ثمنًا باهظًا" جراء بلطجته في البحر الأحمر وخدمته المباشرة لأجندة إيران، مؤكدًا أن الجماعة تشعر بضعف موقفها، وبدأت منذ قرابة عام بتنفيذ خطوات التفافية لتخفيف الضغط المالي عليها.
وعدد عمار من تلك الإجراءات الحوثية ما يلي:
إجبار شركات الصرافة على تسليم الحوالات بالريال اليمني فقط.
منع استيراد عشرات السلع بذريعة دعم الصناعة المحلية.
فتح الطرقات المؤدية للمناطق المحررة لتسهيل دخول الفواكه والخضروات والقات، من أجل ضمان تدفق الحوالات من العملة السعودية.
ووصف هذه الإجراءات بأنها "محاولات حوثية بائسة لتأمين أكبر قدر ممكن من الموارد المالية قبل الدخول في مرحلة الخنق الكامل".
لكن الأخطر – بحسب عمار – هو غياب الفهم أو الإرادة داخل الشرعية، قائلاً: "المصيبة ليست في الحوثي، بل في العميقين داخل الشرعية الذين لا يدركون حجم التحول، وهناك من يدرك لكنه مرتبط بمصالح لا تتوافق مع نهاية الحوثي"
ودعا في ختام تصريحه القوى الوطنية والمجتمعية إلى الضغط لإعادة ترتيب المشهد داخل الشرعية والتعاطي الجاد مع التحول الدولي، قبل فوات الأوان.