في إطار العبث والفساد العائلي داخل مؤسسات الدولة المختطفة، كشفت مصادر متطابقة عن إصدار القيادي الحوثي عبدالمجيد الحوثي، المعيَّن من الميليشيا رئيسًا لهيئة الأوقاف، قرارًا بتعيين زوج ابنته، المدعو محمد ماجد الحوثي، قائمًا بأعمال مدير مكتب الأوقاف بمحافظة إب، في مشهد جديد من مشاهد تقاسم النفوذ بين أقطاب المافيا الحوثية.
وأوضحت المصادر أن قرار التعيين جاء رغم بقاء المدير السابق، بندر العسل، المقرّب من قيادات حوثية أخرى، قابعًا في أحد سجون الجماعة بصنعاء منذ أكثر من عامين، نتيجة صراع دموي نشب بينه وبين القيادي الحوثي ناصر العرجلي، بسبب خلاف على نهب أراضي أوقاف المحافظة، ما أسفر حينها عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
ووفقًا للمصادر، لم يكتفي عبدالمجيد الحوثي بتعيين زوج ابنته، بل منح أيضًا منصب نائب مدير مكتب الأوقاف في إب لـ"أنور القاضي"، صهر القيادي الحوثي كهلان السدح، الذي يشغل منصب وكيل الهيئة للشؤون المالية والإدارية.
وتؤكد هذه التعيينات أن مؤسسات الدولة في مناطق سيطرة الحوثيين تحوّلت إلى غنائم عائلية، يتم تقاسمها بين الأقارب والموالين، بعيدًا عن أي كفاءة أو مؤهل، في وقت يعيش فيه المواطنون أوضاعًا مأساوية جراء الفساد المنظم، والانهيار الشامل للخدمات.
ويرى مراقبون أن هذه الفضائح تكشف جانبًا من الصراع المستعر بين أجنحة المليشيا، خصوصًا في الهيئات المالية والإيرادية، التي تحوّلت إلى ساحات صراع مسلح بين عصابات النهب الحوثية، تحت شعارات دينية زائفة تغطي الجشع والفشل والفوضى.