شهدت محافظة الجوف مواجهات مسلحة عنيفة، اليوم الأربعاء، بين مقاتلين من قبيلة آل هضبان ومليشيا الحوثي، في رد غاضب على مقتل اثنين من أبناء القبيلة وإصابة آخرين برصاص عناصر المليشيا في إحدى نقاط التفتيش التابعة لها.
وأكدت مصادر قبلية أن رجال القبيلة حملوا السلاح بعد الاعتداء الغادر، واشتبكوا مع الحوثيين في مناطق متفرقة من مديرية اليتمة، وسط توتر متصاعد وحالة من الغليان الشعبي والقبلي، في مشهد يعيد إلى الواجهة ثارات الجوف القبلية القديمة التي أيقظتها جرائم الحوثي المستمرة.
وبحسب المصادر، فإن الاشتباكات جاءت بعد جريمة بشعة ارتكبتها المليشيا بحق أسرة المواطن محمد عبدالله هضبان، حيث أقدمت على اقتحام منزله، ونهب محتوياته، ثم إحراقه بالكامل، قبل أن تُجبر أسرته على مغادرته قسرًا تحت تهديد السلاح.
وأوضحت بأن الاشتباكات أسفرت عن مقتل عنصرين من الحوثيين واثنين من أبناء القبائل، هما: يحيى ناجي مسفر المزروعي، وحاشد مخبي العلهاني، إلى جانب إصابة عنصر حوثي ومواطن آخر بجروح متفاوتة.
وأضافت المصادر أن التوتر لا يزال يخيم على المنطقة، في ظل استمرار الاشتباكات وغياب أي حصيلة رسمية دقيقة حتى اللحظة، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
ويُعد هذا الاعتداء الحوثي تصعيدًا خطيرًا ضمن سلسلة من الانتهاكات التي تستهدف القبائل الرافضة لهيمنة الجماعة في محافظة الجوف، حيث لجأت المليشيا خلال الأيام الماضية إلى تكثيف حملات القمع، والاعتقالات، والتهجير القسري، وإحراق منازل المواطنين، في محاولة لكسر إرادة السكان ونشر الفوضى القبلية.
مصادر حقوقية عبّرت عن قلقها من استمرار الممارسات الحوثية التي تهدد السلم الأهلي في الجوف، محذّرة من أن الجماعة تستخدم سياسة "فرق تسد" عبر تأجيج النزاعات القبلية لضمان إحكام قبضتها، في ظل صمت دولي مخزٍ وتخاذل أممي عن حماية المدنيين.
وتشهد محافظة الجوف خلال الفترة الأخيرة تصاعدًا غير مسبوق في الانتهاكات الحوثية، شملت استهداف النساء والأطفال، وهدم المنازل، ومصادرة الممتلكات، ضمن حملة ممنهجة لتفكيك النسيج الاجتماعي، وزرع الرعب في نفوس السكان.