كشف الصحفي والناشط الحقوقي مجاهد القب عن تصاعد غير مسبوق في النشاط البحري والعسكري لمليشيا الحوثي في موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، ضمن تحركات وصفها بأنها جزء من استراتيجية تصعيد إيرانية تستخدم الحوثيين كورقة ضغط إقليمية.
وقال القب في تدوينة على حسابه بموقع "إكس"، إن الحوثيين بدأوا منذ أواخر يوليو تنفيذ عمليات إعادة تأهيل سرية لمواقع بحرية عسكرية، وشرعوا في تنفيذ محاكاة هجومية بجزر يمنية غرب مدينة اللحية، شملت اشتباكات بحرية افتراضية واستهدافًا وهميًا لسفن تجارية.
وأشار القب إلى دخول سبع سفن إلى ميناء الحديدة عقب الغارات الجوية الأخيرة، رغم أن المليشيا تستخدم فقط ثلاثة أرصفة معزّزة بكتل خرسانية. ومن بين السفن الواصلة، اثنتان تحملان معدات مزدوجة الاستخدام، وسط غياب تام لأي رقابة فعلية على تفريغ الحاويات.
وفي ميناء رأس عيسى، ترسو ثلاث ناقلات تقوم بتفريغ شحنات نفطية، بينما تنتظر ست سفن إضافية في خليج ديقنو، جميعها تابعة لما وصفه القب بـ"أسطول الظل الروسي"، ما يعزز الشكوك بشأن شراكات خفية وتهريب ممنهج للأسلحة والمشتقات.
أما ميناء الصليف، فقد بدأ الحوثيون عمليات ترميم وتوسعة تمهيدًا لاستقبال سفن جديدة، وتم بالفعل تفريغ شحنتين من سفينتين رستا بالميناء في وقت سابق.
ورصد القب تدريبات حوثية بحرية في خمس جزر، ترافقت مع نشر واسع لأسراب من الزوارق المموهة غرب الأرخبيل اليمني، وسط استعدادات واضحة لما يبدو أنه مرحلة جديدة من العمل العسكري البحري، تشمل إعادة تأهيل أكثر من 30 موقعًا عسكريًا قرب مطار الحديدة ومناطق استراتيجية أخرى مثل الجبانة والكثيب والمنيرة والدريهمي.
ووصف القب تهديدات الحوثيين الأخيرة للسفن الأمريكية بأنها "تهويل إعلامي فارغ"، مؤكدًا عدم وجود أي سفن تجارية أمريكية في البحر الأحمر منذ مارس 2024، ولا قطع بحرية أمريكية بين باب المندب وشمال البحر الأحمر.
كما نفى وجود علاقة بين السفينتين "Eternity C" و"Magic Sea" اللتين استهدفتهما الجماعة وبين الموانئ الإسرائيلية، معتبرًا هذه المزاعم مجرد ذرائع لتبرير التحركات العدائية.
وأفاد القب بأن خمس شحنات أسلحة وصلت إلى الحوثيين خلال يوليو الجاري، وسط مؤشرات خطيرة على تنشيط قنوات الاتصال مع تنظيم الشباب الإرهابي في الصومال، في خطوة اعتبرها مراقبون امتدادًا للنفوذ الإيراني في القرن الأفريقي.