آخر تحديث :الخميس-31 يوليو 2025-05:05م
اخبار وتقارير

الريال يتعافى والأسعار تتحدى.. غلاء السلع يُنهك تعز والتجار "يتحججون" والمواطنون يصرخون

الريال يتعافى والأسعار تتحدى.. غلاء السلع يُنهك تعز والتجار "يتحججون" والمواطنون يصرخون
الأربعاء - 30 يوليو 2025 - 10:06 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - محرم الحاج

رغم التحسن الملحوظ في سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية خلال الأيام الماضية، لا تزال أسعار السلع الغذائية في أسواق تعز تحافظ على ارتفاعها الجنوني، في مشهد بات يؤرق المواطنين ويفضح هشاشة الأداء الرقابي، وسط تبريرات وُصفت بـ"الهروب إلى الأمام" من قبل التجار.

الريال يتحسن.. والأسعار تتجاهل

مواطنون من مختلف أحياء مدينة تعز عبروا عن استيائهم الشديد من تجاهل التجار لتراجع الدولار، مؤكدين أن أسعار المواد الغذائية الأساسية ما زالت مرتفعة دون أي مؤشرات حقيقية لانخفاضها.

وأشاروا إلى غياب الدور الرقابي للسلطة المحلية، وعدم وجود حملات تفتيش أو إجراءات عقابية تُجبر التجار على خفض الأسعار، معتبرين أن الأمر بات يشبه "التحايل الجماعي على المواطن".

اتهامات بالجشع واستغلال اللحظة

وقال مواطنون في أحاديث متفرقة إنهم يشعرون بأن التجار يتلذذون بجراح الناس، ويستغلون ضعف الرقابة وتراخي الجهات المعنية، وناشدوا السلطة المحلية والغرفة التجارية بضرورة التدخل السريع لإيقاف هذا "التمرد السعري" على الواقع الاقتصادي الجديد.

خبراء يحذرون: الأسواق دخلت مرحلة "الركود التضخمي"

اقتصاديون اعتبروا أن استمرار الغلاء رغم تحسن سعر الصرف يعود إلى جشع التجار من جهة، وضعف الحكومة من جهة أخرى، مؤكدين أن الأسواق المحلية دخلت فعليًا مرحلة "الركود التضخمي"، أي الجمع بين انهيار الحركة الشرائية وارتفاع الأسعار.

وحذر الخبراء من أن هذا الوضع قد يخلق بيئة خطيرة تؤدي إلى تفاقم الفقر والمعاناة، ما لم يتم إجبار الأسواق على التماهي مع المعطيات النقدية الجديدة، وضبط التلاعب الحاصل في تسعير السلع.

التجار يردون: "لسنا السبب الوحيد"

في المقابل، سارع بعض تجار الجملة والتجزئة في تعز لتبرير استمرار ارتفاع الأسعار، قائلين إنهم ما زالوا يبيعون من مخزون تم شراؤه بأسعار عالية، وأن تكلفة النقل، الكهرباء، وأجور العمال لم تنخفض، مما يُبقي على الأسعار مرتفعة.

وأضاف أحدهم: "لسنا واثقين من استقرار سعر الدولار، ونخشى أن يكون هذا التحسن مؤقتًا بفعل ضخ البنك المركزي للدولار بشكل آني فقط، لذلك لا نجرؤ على خفض الأسعار."

من يربح؟ ومن يخسر؟

الواضح أن ما يحدث اليوم هو حلقة جديدة في سلسلة العبث بالاقتصاد والمعيشة، حيث يبقى المواطن هو الخاسر الوحيد، والتاجر هو المتحكم الأول، فيما تواصل الجهات الرسمية الصمت المريب والتقاعس الفاضح، تاركةً الأسواق في قبضة منطق الفوضى والمزاجية.

فهل ستبادر السلطة في تعز إلى كسر هذه المعادلة المختلة؟

أم أنّ تعافي الريال سيظل مجرد رقم في شاشة الصرافين، لا ينعكس على أرغفة الخبز وقوت الفقراء؟