زيارة اللواء عيدروس الزبيدي إلى الرياض أصبحت ضرورة /ومصلحة للجميع، للخروج من هذا الوضع المضطرب. فهل يفعلها، خصوصا وإن الجانب السعودي- على ما نعتقد-سيرحب بها، إن لم نقل يتمناها،وسيعتبرها بادرة حُسن نية لما يعلنه الانتقالي من تصريحات ومواقف ؟ كما من شأن هذه الزيارة "المفترضة" أن تفوّت الفرصة على من يواصل تأجيج الوضع بين الطرفين. فوسائل التواصل الاجتماعية صارت مرتعا خصبا للخصومات والشتائم بشكل مريع ، في حالة تباغض لم يسبق أن حدث مثلها بين الجنوبيين والسعوديين منذُ سبعينيات القرن الماضي .
ظللنا سنوات نؤكد على الانتقالي أن يصحح العلاقة المختلة مع التحالف ومع المملكة تحديدا حتى تستقيم شوكة ميزان هذه العلاقة في مكانها الصحيح لئلا نصل الى هذا الوضع- فقد استمرأ الآخرون مواقفنا الناعمة-...العلاقة التي ظلت بين الطرفين منذ تأسيس المجلس بعيدة عن الندية محكومة بمنطق" التابع والمتبوع "تحت عنوان غروي برّاق: "التكتيك السياسي"، وحتى لا نصل إلى ما وصلنا إليه من خصام وخلاف مع دولة محورية جارة لها مكانتها الإقليمية والدولية الفاعلة كالمملكة العربية السعودية في هكذا ظروف حساسة خطيرة.وظللنا وسنظل نقول ونكتب ما نعتقده مصلحة للجميع للخروج من هذا الحال المؤسف،بلُغةٍ معتدلة تبشّر ولا تنفر،خالية من مفردات التحريض وعبارات البذاءات ومصطلحات التأجيج ومن جنون صبّ الزيت على النار. وهي لغة ودعوة نكررها لنشطاء القضية الجنوبية في الداخل والخارج للالتزام بها -ولو من باب كظم الغيظ أمام إساءات الطرف الآخر، وحتى يمكن تفادي الانزلاق في منحدر العداوة المنفلتة التي عادة ما تكون كلفتها كبيرة. فالحربُ أولها كلام،ومعظم النار من مستصغر الشررِ.
*صلاح السقلدي