لا زال تفاعل اليمنيين مستمر مع فيلم المعركة الأخيرة الذي بثته قناة العربية يوم السبت الماضي، حيث كشف الضابط أحمد الأشول تفاصيل غير مسبوقة عن الشهيد حسين الحميدي، الحارس الشخصي للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، مؤكدًا أن الرجل الذي كان بوسعه أن يعيش في الرفاه والراحة، اختار طريق النار والمواجهة حتى آخر لحظة.
وقال الأشول، في تصريحات حديثة اليوم الثلاثاء ، إن الحميدي لم يكن رجلًا عاديًا، بل كان ابن واحدة من أعرق عائلات صنعاء، من أبناء منطقة "عصر" التي توارثت الأراضي والمزارع جيلاً بعد جيل، وكان بإمكانه ببساطة أن يعيش حياة مترفة، يتنقل بسيارات فاخرة، ويجلس في بيته بعيدًا عن أزيز الرصاص.
"كان يمكنه أن يختار الأمان، لكنه اختار الشهادة"، بهذه العبارة لخّص الأشول موقف الحميدي، الذي رفض الانسحاب أو الانحناء تحت ضغط الخطر، ووقف بجانب قائده حتى اللحظة الأخيرة، دون تردد أو مساومة، حين تخلى كثيرون وفرّوا تحت رايات البقاء.
وأشار الأشول إلى أن الشهيد كان من أوائل من خرجوا إلى جبهة "الثنية" في وجه الزحف المسلح، ووقف في الصفوف الأولى مقاتلًا بكل بسالة، حتى سقط شهيدًا وهو يدافع عن من آمَن به، في مشهد يُجسّد أسمى معاني الولاء والشجاعة.
وفي لحظة ألم وانكسار، تساءل الأشول: "هل من أحد سيتذكر أسرته؟ هل ستبقى تضحيته حكاية يُروى عنها، أم سيموت مرتين: مرة في الجبهة، ومرة في النسيان؟"
وأضاف: "حسين الحميدي لم يكن مجرد حارس، بل كان روحًا مخلصة ودرعًا بشريًا، لم يساوم على مبدأ، ولم يبع وجهه للكاميرات أو يبحث عن لقب.. هو من أولئك الذين يموتون بصمت، ويُنسون بصمت، بينما تُصنع البطولات على أكتاف غيرهم."