أثارت نتائج الثانوية العامة التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم، اليوم الخميس، عاصفة من الجدل والسخرية على منصات التواصل الاجتماعي في اليمن، لتتحول خلال ساعات إلى "ترند" ساخر وغاضب يعكس استياءً شعبيًا واسعًا من مصداقية العملية التعليمية برمتها.
رغم تسابق الصفحات الرسمية والمواقع المحلية على نشر صور أوائل الثانوية العامة واحتفاء أسرهم بجهود أبنائهم، إلا أن الجمهور على وسائل التواصل انشغل أكثر بالتشكيك في مصداقية النتائج، مع تداول واسع لصور قديمة تظهر عمليات غش جماعي داخل قاعات الامتحان، وتلميحات مباشرة بأن كثيرًا من الدرجات المرتفعة لم تأتِ عن استحقاق.
وكتب أحد النشطاء ساخرًا: "إذا لقيت بعد عشر سنوات مهندسًا أو طبيبًا يمنيًا يعالجك، فاسأله أولًا عن سنة تخرجه من الثانوية، وإذا قال لك 2015 أو ما بعدها.. فاهرب!".
وتساءل آخر بمرارة:"هل هذه المعدلات نتيجة جد واجتهاد؟ أم ثمرة غش منظم في قاعات لم تَسلم من موت الضمير وغياب الرقابة؟".
ولم يسلم نظام المعدل التراكمي من الانتقادات، حيث اتهمه البعض بأنه باب خلفي للرشوة وشراء الدرجات، خاصة بعد تداول معلومات عن مبالغ مالية طائلة دُفعت في بعض المدارس الخاصة لضمان نتائج مرتفعة لطلاب لا يملكون الحد الأدنى من الكفاءة.
وكتب أحدهم في منشور غاضب: "أصبح المعدل التراكمي وسيلة للتزييف، لا تعبر عن أي مستوى حقيقي. نحتاج لاختبارات مركزية تضبط العملية بدلًا من هذا العبث".
وتأتي هذه الضجة في ظل أوضاع مأساوية تعيشها العملية التعليمية في اليمن، مع استمرار إغلاق معظم المدارس الحكومية في المحافظات المحررة بسبب إضراب المعلمين، وغياب واضح لأي رقابة مركزية على الامتحانات، باستثناء محافظة مأرب التي حافظت على انتظام الدراسة.
ورغم كل الجدل، دعا عدد من التربويين إلى عدم إحباط الطلاب المجتهدين الحقيقيين، والتأكيد على أن مجرد إتمام الامتحانات في ظل الحرب وانهيار البنية التعليمية يُعد إنجازًا بحد ذاته، مطالبين في الوقت نفسه الحكومة والمجتمع بإعادة النظر جذريًا في نظام التعليم، قبل أن يتحول الشك في نتائج الثانوية إلى يقين بفشل التعليم الوطني برمّته.