في كشف صادم يشير إلى مستوى خطير من التعاون الأمني بين مليشيا الحوثي والكيان الإسرائيلي، أعلن العميد صادق دويد، في مؤتمر صحفي عقد اليوم الخميس في مدينة المخا، عن مصادرة شحنة تتضمن جهاز تجسس فائق الخطورة، يُستخدم لسحب البيانات الشخصية من هواتف المواطنين دون علمهم، وبتقنيات تتجاوز حتى كلمات المرور والحماية الرقمية.
الإعلامي عبدالسلام القيسي علّق على هذا الكشف بلهجة تحذيرية، مؤكدًا أن أخطر ما ورد في المؤتمر هو ضبط جهاز تجسس إسرائيلي الصنع، قادر على تنفيذ مهام استخباراتية معقدة على نطاق جغرافي محدد، يُعتقد أن الحوثيين كانوا يعتزمون استخدامه لرصد الخصوم وتتبع المعارضين، في واحدة من أخطر موجات الانتهاك الممنهج للخصوصية في مناطق سيطرة الجماعة.
وأوضح القيسي، بأن هذا الجهاز الذي تصنّعه شركة إسرائيلية معروفة بتوريد أدوات القمع الرقمي للأنظمة الاستبدادية، يستطيع اختراق آلاف أنواع الهواتف القديمة والحديثة، وسحب الصور والفيديوهات والمحادثات المحذوفة، بل والوصول إلى بيانات التطبيقات المشفّرة مثل واتساب وتليغرام وسناب شات، دون إذن المستخدم أو علمه.
وأضاف القيسي: "لو بحثتم عن هذه الشركة وتقنياتها، لوجدتم عشرات التقارير الدولية التي تتحدث عن بيع أدواتها لدول تمارس القمع وتطارد الصحفيين والمعارضين. نحن أمام مشهد خطير، حيث يصبح المواطن اليمني، في مناطق الحوثيين، مكشوفًا بالكامل أمام أجهزة تتجسس على حياته ومحادثاته وصوره ومعلوماته البنكية والشخصية".
الكشف الجديد يضع علامات استفهام كبرى حول مدى توسع الحوثيين في حرب المعلومات، وكيف باتت الجماعة تستخدم أدوات عالية التقنية ليس فقط للرقابة، بل للقمع والابتزاز وتتبع الأصوات الحرة.
وقال القيسي في منشوره: "معركتنا اليوم ليست فقط في الجبهات، بل في حماية المعلومة. الحوثيون يسعون للسيطرة على عقول الناس عبر الاختراق، لا الإقناع. هذا الجهاز فضح نواياهم، وكشف كيف يتحول كل هاتف إلى ساحة تجسس عليهم".