اختصر مشهدٍ مأساويٍ حجم الكارثة الإنسانية التي تعصف بمدينة تعز، إذ لفظ طفلٌ أنفاسه الأخيرة يوم الاربعاء، في جبل صبر، خلال تدافع عشرات المواطنين خلف شاحنة مياه، في محاولة يائسة للحصول على "شربة ماء" تروي ظمأه وظمأ أسرته.
ونقل الصحفي جميل الصامت عن مصادر محلية، قولها أن الطفل عاصم الصبري، البالغ من العمر عشر سنوات، توفي دهسًا تحت أقدام المتدافعين في منطقة مشرعة وحدنان، أثناء مطاردته سيارة محملة بالمياه كانت متجهة نحو قريته التي تعاني من جفاف خانق ونضوبٍ تام لمصادر المياه.
الطفل الذي خرج حافي القدمين يحمل قنينة فارغة لم يَعُد.. بل عاد جثة هامدة إلى أمه التي كانت تنتظره على أمل أن يحمل لها الحياة، فحمل إليها فاجعة.
وتشهد مديرية مشرعة وحدنان – جنوبي تعز – أزمة مائية خانقة تهدد بحدوث موجة نزوح جماعي، مع جفاف الخزانات المحلية واعتماد السكان الكلي على مياه الأمطار التي تأخّر موسمها هذا العام، فيما لا يزال صمت الجهات المسؤولة سيد الموقف.
وبينما يستمر مسلسل الإهمال والتجاهل، أطلقت مصادر محلية نداء استغاثة عاجل للسلطات المحلية والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري وتزويد القرى المنكوبة بمياه الشرب، قبل أن تتحول المديرية إلى منطقة منكوبة بالكامل.
يُذكر أن مشرعة وحدنان تُعد من أفقر مديريات تعز في مصادر المياه، إذ تفتقر لأي بنية تحتية مائية وتعتمد بشكل كلي على مياه الأمطار، ما يجعلها على حافة الكارثة مع كل موسم جفاف.