كشف الباحث السياسي اليمني المهتم بكشف فساد المنظمات الأممية والدولية، الدكتور عبدالقادر الخراز، عن تقرير أولي صادم يُظهر تصاعداً مقلقاً في حركة الطيران المشبوهة عبر مطار صنعاء الدولي، وذلك تحت غطاء "الرحلات الإنسانية والطبية" التي تديرها الأمم المتحدة.
ووفقاً لما نشره الخراز، فإن يوم الأربعاء 23 يوليو 2025 وحده، شهد استقبال 6 طائرات أجنبية في مطار صنعاء، بينها طائرتان من طراز Boeing 727 مخصصة للشحن الجوي، تحمل ما يُقدّر بـ40.2 طنًا من الشحنات يومياً، أي ما يفوق 1,200 طن شهريًا من المواد غير الخاضعة للتفتيش أو الرقابة الرسمية، وهو ما يُثير مخاوف جدية من استخدامها في تعزيز قدرات مليشيا الحوثي، عسكريًا ولوجستيًا.
قناة جوية موازية... وخارج رقابة UNHAS
الخطر الأكبر، كما يصفه الخراز، يتمثل في أن الرحلات لم تُدرج ضمن جدول رحلات النقل الإنساني التابع للأمم المتحدة (UNHAS)، حيث جرى تسجيل رحلة واحدة فقط رسمياً، ما يكشف عن قناة جوية موازية تعمل خارج نظام الرقابة الدولية، في وقت تتصاعد فيه الشكوك حول توظيف الغطاء الإنساني كوسيلة لتهريب الأسلحة أو تمرير عناصر استخباراتية وعسكرية للمليشيا.
92 موظفاً يوميًا.. فمن هم؟
التقرير أوضح أن 4 من الرحلات الست كانت مخصصة لنقل موظفي منظمات دولية، باستخدام طائرات من طراز EMB 145LR وBE1900D وطائرة إجلاء طبي (C56X)، ما يعني تدفقًا يوميًا لنحو 92 شخصاً، أي أكثر من 2,700 فرد شهريًا. هذه الأرقام، حسب وصف الخراز، تثير تساؤلات خطيرة حول هوية هؤلاء الأشخاص الحقيقيين، ودورهم الميداني، خصوصًا في ظل بيئة أمنية مضطربة وتوسع النفوذ الإيراني في مناطق الحوثيين.
رصد ميداني وتحرك شعبي
وأفاد الخراز أن فرق المتابعة ضمن حملات #لن_نصمت و #وين_الفلوس قامت بـرصد ميداني دقيق لحركة الطيران في مطار صنعاء منذ يوم 21 يوليو، موثقةً وصول ومغادرة الطائرات بالصور والفيديو، ونشرت أجزاء من هذه المواد للعلن.
وجاءت تفاصيل الرصد كالتالي:
21 يوليو: 5 رحلات بينها 3 طائرات شحن كبيرة
22 يوليو: 4 رحلات بينها طائرتان شحن
23 يوليو: 6 رحلات بينها طائرتا شحن و3 طائرات ركاب وطائرة إجلاء طبي.
تزامن مريب واحتجاج حوثي
ما يثير الريبة أكثر هو تزامن ارتفاع حركة الطيران في مطار صنعاء مع تشديد آلية الرقابة البحرية الدولية في جيبوتي، والتي كانت، وفق الخراز، ممرًا مفضلاً لتهريب الأسلحة للحوثيين. ونتيجة لذلك، قدمت المليشيا عبر وزير خارجيتها جمال عامر احتجاجًا رسميًا للأمم المتحدة مطالبة بوقف إجراءات التفتيش في جيبوتي، ما يفتح باب الشكوك حول مسارات التهريب البديلة عبر الجو.
مخاطر أمنية وجيوسياسية جسيمة
الدكتور الخراز حذر من أن هذا النوع من الأنشطة يحمل انحرافات خطيرة تتجاوز العمل الإنساني، وتتمثل في:
تهريب أسلحة وتكنولوجيا عسكرية تحت غطاء المساعدات
إدخال خبراء أو ضباط إيرانيين أو أجانب بصفة موظفين أمميين
تعزيز العمليات العسكرية الحوثية عبر خطوط جوية غير مرصودة
تقويض العمل الإنساني الحقيقي نتيجة تآكل الثقة
تهديد فرص الحل السياسي واستمرار حالة الانقسام والتوتر
دعوات للتحقيق الدولي
وفي ختام تقريره، دعا الخراز إلى فتح تحقيق دولي عاجل وشفاف حول هذه الرحلات، ومراجعة دور المنظمات الأممية التي تحوّلت - بحسب وصفه - من أدوات إغاثية إلى أذرع تهريب ودعم خفي لمليشيا الحوثي، مطالبًا الجهات اليمنية والدولية بوقف هذا العبث فورًا، وضمان أن يتم العمل الإنساني بما يخدم المدنيين لا المسلحين.
