في تصريحات هي الأقوى منذ توليه رئاسة مجلس القيادة الرئاسي، كشف فيها الدكتور رشاد العليمي عن ملامح خطة استراتيجية متكاملة لليمن ما بعد التحرير من قبضة مليشيا الحوثي الإرهابية، مؤكدًا أن التحرير لم يعد خيارًا نظريًا، بل "ضرورة واقعية تُبنى على دروس الماضي ومعطيات الحاضر".
وأوضح العليمي، في مقابلة مع صحيفة "بوابة البلد" المصرية، أن الدولة أعدّت خارطة طريق لليوم التالي لانتهاء التمرد الحوثي، تشمل مرحلة دستورية جديدة تتوج بانتخابات شاملة، ومشاريع إعادة إعمار واسعة بدعم من شركاء إقليميين، وفي مقدمتهم السعودية والإمارات.
الحوثي: من تمرد داخلي إلى أداة إيرانية إقليمية
ووصف العليمي الحوثيين بأنهم "ليسوا مجرد تمرد داخلي، بل أداة وظيفية للمشروع الإيراني، تستخدم لضرب استقرار اليمن وتهديد الأمن الإقليمي والدولي".
وأكد أن الهجمات الحوثية على الممرات الدولية ليست وليدة حرب غزة كما يروّج البعض، بل نتاج سنوات من الإعداد والتدريب بإشراف إيراني مباشر.
كما شدد على أن الهجوم الحوثي على المنشآت النفطية في أكتوبر 2022، التي كانت توفر 70% من ميزانية الدولة، مثّل ضربة قاتلة لخطط الحكومة الاقتصادية والإعمارية، مشيرًا إلى أن البلاد ما تزال تعاني من تبعاته المالية حتى اللحظة.
رغم الضربات.. صمود اقتصادي ودعم خليجي
رغم حجم الأضرار، أكد العليمي أن الحكومة نجحت في تأمين قرابة 40% من الميزانية العامة عبر موارد محلية، بينما تولت السعودية والإمارات دعمًا مباشرًا في ملفي الرواتب والنفط، مما أسهم في تفادي انهيار اقتصادي شامل.
تحالفات مظلمة: الحوثي + القاعدة + المخدرات
في تطور خطير، كشف العليمي عن معلومات استخباراتية تؤكد أن مليشيا الحوثي تقوم بإنتاج الحشيش داخل مناطق سيطرتها، وتستخدم الفتيات ضمن شبكات توزيع تستهدف فئة الشباب بهدف تفكيك المجتمع.
ولم يتوقف الأمر عند حدود المخدرات، بل قال إن أجهزة الأمن ضبطت خلايا إرهابية تعمل بتنسيق مباشر مع الحوثيين، في مؤشر واضح على وجود تحالف تكتيكي بين الجماعة وتنظيم القاعدة.
منشآت مدنية.. مخازن حرب
واتهم العليمي الحوثيين باستخدام منشآت مدنية مثل محطات الكهرباء كمخازن للصواريخ والمعدات العسكرية، وهو ما يشكّل جريمة مزدوجة: تدمير للبنية التحتية وتهديد لحياة المدنيين.
أوروبا تتلكأ.. والحكومة تحذّر
وأشار العليمي إلى أن بعض الدول الأوروبية لا تزال تتبنى مواقف مترددة تجاه الحوثيين، رغم الأدلة الدامغة على إرهابهم وتهديدهم للملاحة العالمية.
وقال إن هناك حملة تضليل إعلامي تسوّق الحوثيين كأقلية مضطهدة، مؤكداً أن الحكومة تعمل على تفنيد هذه السردية الكاذبة وكشف الوجه الحقيقي للجماعة.