في ظل الأزمات المستمرة التي يعاني منها اليمن، برزت في الآونة الأخيرة قضية مثيرة للجدل تتعلق بمحاولة مليشيا الحوثي طبع صورة مسجد العيدروس على عملتها المزورة وغير القانونية. هذه الخطوة اعتبرها أبناء عدن، خاصة أبناء الجنوب، محاولة خبيثة لبث الفتن وزعزعة الهوية الفكرية والثقافية في المنطقة.
تزييف الوعي وإرباك الهوية
تسعى هذه الخطوة الحوثية إلى زعزعة الهوية الجنوبية من خلال استغلال الرموز الدينية مثل مسجد العيدروس، الذي يمثل رمزًا تاريخيًا وثقافيًا مهمًا. من خلال هذه المحاولة، تهدف المليشيا إلى تزييف الوعي وإرباك الهوية الفكرية والدينية، وهو ما يثير قلق أبناء المنطقة.
رفض محاولات الاختراق الفكري
تعتبر هذه الحركة الحوثية محاولة يائسة لإيهام المجتمع بوجود تقاطعات فكرية ومذهبية بين المدرسة الصوفية السنية في حضرموت ومليشيا الحوثي. ومع ذلك، هناك إجماع واسع بين أبناء الجنوب على عدم وجود أي مكان للفكر الرافضي في حضرموت وعدن، حيث تُعتبر هذه المناطق حصنًا للفكر السني المعتدل.
حضرموت: عمق صوفي سني
تاريخيًا، تُعرف حضرموت بأنها معقل للنهج الصوفي السني الشافعي، حيث يُحافظ أبناء المنطقة على قيمهم الدينية والثقافية بعيدًا عن الصراعات الطائفية. يمثل هذا العمق الثقافي والديني حصنًا ضد أي اختراق فكري أو مذهبي، ويعكس تمسك أبناء عدن بقيم التسامح والاعتدال.
رسالة أبناء عدن
تتجلى رسالة أبناء عدن في التأكيد على أن الجنوب ليس ساحة فارغة تُزرع فيها مشاريع دخيلة، ولا يحتاج إلى من يطبع رموزه على عملات مزورة. إنهم متمسكون بمنهجهم وثوابهم، بعيدًا عن الفوضى والشعارات الزائفة. هذه الرسالة تعكس قوة الإرادة الجنوبية في مواجهة التحديات، وتؤكد على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية في ظل الظروف الصعبة.
تمثل هذه القضية تجسيدًا للصراع الفكري والثقافي في اليمن، حيث يسعى الحوثيون إلى استغلال الرموز الدينية لتحقيق أهدافهم السياسية. ولكن أبناء الجنوب، بوعيهم ويقظتهم، يثبتون أنهم لن يسمحوا بأي محاولة لزعزعة هويتهم أو إرباك ثقافتهم. إنهم متمسكون بقيمهم وثوابتهم، ويؤكدون على ضرورة وحدة الصف لمواجهة التحديات المقبلة.