في خطوة جديدة تفتح النار على أحد أكثر الأحزاب اليمنية إثارة للجدل، دعا معهد "أمريكان إنتربرايز" (American Enterprise Institute – AEI)، وهو أحد أبرز مراكز الفكر السياسي في الولايات المتحدة، إلى تصنيف حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، كمنظمة إرهابية.
وجاءت الدعوة ضمن مقال رأي نُشر يوم الاثنين 8 يوليو 2025، في المجلة الوطنية للأمن (National Security Journal)، تحت عنوان: "كيف نُحقق السلام في اليمن؟ البداية بتصنيف حزب الإصلاح ضمن قائمة الإرهاب"، للكاتب والخبير الأمريكي في شؤون الأمن القومي مايكل روبين، الذي شغل سابقًا منصب مستشار في وزارة الدفاع الأمريكية.
ارتباطات خطيرة بالقاعدة وحماس
أكد المقال أن حزب الإصلاح اليمني لم ينفصل يومًا عن جذوره الإرهابية، مشيرًا إلى دعم قياداته العلني لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وحركة حماس، بل ومشاركة بعضهم في إدارة أموال الحركة الفلسطينية عبر محفظة استثمارية بلغت نصف مليار دولار.
وبحسب روبين، فإن حميد الأحمر، أحد أبرز رجال الأعمال والقيادات الإصلاحية، والذي يقيم حاليًا في تركيا، لعب دورًا رئيسيًا في تمويل حماس، وتم تصنيفه من قبل وزارة الخزانة الأمريكية في أكتوبر 2024 كـ"داعـم دولي بارز" للحركة. الأحمر هو نجل عبدالله بن حسين الأحمر، مؤسس الحزب ورئيس مجلس النواب اليمني الأسبق.
كما تطرق الكاتب إلى تورط قيادات إصلاحية أخرى، من بينهم: الشيخ عبدالمجيد الزنداني: المدرج على قوائم الإرهاب الأمريكية والأممية لدعمه القاعدة وحماس، والمقرب من أسامة بن لادن.
حسن علي أبكر: رئيس فرع الإصلاح في محافظة الجوف، صُنّف عام 2016 بسبب تقديم دعم مالي ومادي لتنظيم القاعدة.
خالد علي العرادة: عضو مجلس شورى الإصلاح، صُنّف كأحد عناصر القاعدة الفاعلين في اليمن، ورد الحزب بتصعيد نبرته والدفاع عنه.
توكل كرمان... جائزة نوبل لا تُبرّئ حزبًا إرهابيًا
لم يسلم منح توكل كرمان، الناشطة اليمنية المنتمية لحزب الإصلاح، جائزة نوبل للسلام في 2011 من انتقادات الكاتب، معتبرًا أن الخطوة كانت محاولة نرويجية لتبييض صورة جماعة الإخوان المسلمين، رغم اعتراف رئيس لجنة نوبل وقتها، "ثوربيورن ياغلاند"، بارتباط كرمان بجماعة "يُنظر إليها في الغرب على أنها تهديد للديمقراطية".
وأشار المقال إلى أن العام الذي نالت فيه كرمان الجائزة، كان ذاته العام الذي استضاف فيه قادة من الإصلاح الداعية الإرهابي أنور العولقي في منازلهم، في وقت كانت فيه علاقاتهم مع تنظيم القاعدة علنية.
حزب الإصلاح احتفل بمجزرة 7 أكتوبر
وفي حين أدان العالم مجزرة حماس في إسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023، خرجت قيادات حزب الإصلاح في اليمن مباركة العملية ومؤيدة لـ"المقاومة المسلحة" ليس ضد إسرائيل فحسب، بل ضد "الغرب بأسره"، وفق تعبير المقال.
الدعوة إلى تصنيف الإصلاح منظمة إرهابية
شدد مايكل روبين على أن تصنيف حزب الإصلاح كجماعة إرهابية ليس فقط مبررًا من الناحية القانونية، بل ضروري لتحقيق أي استقرار حقيقي في اليمن.
وقال إن تمكين "جماعة ذات صلات موثقة بالقاعدة" ضمن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا يُفقد الولايات المتحدة مصداقيتها، ويقوّض جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة.
وانتقد الكاتب دعم بعض المنظمات الأمريكية مثل المعهد الديمقراطي الوطني (NDI) لحزب الإصلاح، خاصة في مناطق جنوب اليمن التي تُعد الأكثر استقرارًا، معتبرًا ذلك تناقضًا فاضحًا في السياسات الأمريكية.
دعوة مباشرة للإدارة الأمريكية
وجه روبين نداءً مباشرًا للإدارة الأمريكية ووزارة الخارجية، مطالبًا بتجاوز الأعذار الدبلوماسية، وبدء خطوات فورية تبدأ بتصنيف فرع الإصلاح في اليمن كمنظمة إرهابية، أسوة بما فعلته دول مثل الإمارات ومصر والبحرين تجاه جماعة الإخوان المسلمين.
واختتم الكاتب مقاله بتحذير صريح: "حزب الإصلاح اليمني لا يقل خطرًا عن الحوثيين أو حماس، بل هو واجهة ناعمة للقاعدة. تصنيفه إرهابيًا هو الخطوة الأولى نحو السلام الحقيقي في اليمن".