آخر تحديث :الأربعاء-09 يوليو 2025-01:47م
اخبار وتقارير

بئر من السماء.. وظمأٌ من الأرض: تعز تختنق بالعطش وذكريات "عفاش" تفضح إخفاقات الإخوان

بئر من السماء.. وظمأٌ من الأرض: تعز تختنق بالعطش وذكريات "عفاش" تفضح إخفاقات الإخوان
الأربعاء - 09 يوليو 2025 - 01:00 ص بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

فيما تغرق مدينة تعز في أسوأ أزمة مياه لم تشهدها منذ سنوات، تصاعدت موجة غضب شعبي على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تداول فيديو نادر يعود إلى عام 2009 يوثّق لحظة إنزال مظلي لمضخة مياه في إحدى قرى مديرية صبر بمحافظة تعز، بأمر مباشر من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، استجابةً لنداء أحد المزارعين.

الناشط عبدالرحمن الحسامي أعاد نشر الفيديو وكتب معلقاً:"في عهد عفاش، استجاب الرئيس لصوت مواطن من صبر ووجّه بإنزال مضخة مياه عبر طائرة هليكوبتر حربية… أما اليوم، فقد أصبح أهل تعز يقطعون عشرات الكيلومترات بحثاً عن قطرة ماء، وسط صمت وتآمر من سلطة الأمر الواقع التابعة لحزب الإصلاح الإخواني".

تأتي هذه التدوينة بالتزامن مع أزمة مياه خانقة تعيشها مدينة تعز منذ أكثر من شهرين، في ظل انعدام شبه كلي لمياه الشرب ومياه الاستخدام المالح، ما دفع الآلاف إلى اللجوء للسوق السوداء بأسعار باهظة تفوق قدرة معظم الأسر، وسط اتهامات للإخوان بافتعال الأزمة ضمن مسلسل ممنهج لخنق المدينة ومعاقبة سكانها كونهم الحكام العسكريين والأمنيين لها.

ويحمّل ناشطون الحزب المسيطر على مفاصل الإدارة المحلية في تعز – حزب الإصلاح الإخواني – مسؤولية كارثة العطش، معتبرين أنها "امتداد للفوضى التي بدأها الحزب منذ إسقاطه لنظام صالح في 2011، قبل أن يتحالف مع الحوثيين ضمنياً في تفكيك مؤسسات الدولة وإدخال اليمن في أعمق أزمة إنسانية في العالم".

ردود الفعل على الفيديو المتداول جاءت صادمة ومشحونة بالعاطفة، حيث علق أحد المتابعين:

"هذا هو الفرق بين الدولة، وبين عصابات توكل كرمان... زمن علي عبدالله صالح كان المواطن له قيمة، واليوم صار العطش سلاح ضد الشعب".

وعلّق آخر: "رحمك الله يا زعيم… حتى البئر جبتها من السماء، واليوم ما قدرنا نوصل حتى إلى بزبوز مكسور".

بينما كتب ثالث ساخرًا: "هذا هو فساد عفاش… بئر نزلها بطائرة عسكرية، واليوم فساد الإخوان حرمنا حتى من دلُو ماء"

في ظل استمرار الأزمة، ومع غياب أي حلول حكومية أو تحركات جادة من سلطات الأمر الواقع، يتحوّل العطش في تعز إلى جريمة جماعية بصمت سياسي، فيما يزداد الحنين إلى دولة – رغم ما خلقوا فيها عيوب – لم تكن تستخدم العطش أداة للإذلال.