تحوّل بيان أصدرته مليشيا الحوثي الإرهابية، عقب الغارات الإسرائيلية العنيفة التي ضربت مدينة الحديدة فجر يوم الاثنين، إلى مادة دسمة للسخرية والتهكم على وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما زعمت الجماعة التصدي للهجوم عبر "دفاعاتها الجوية"، رغم الدمار الهائل الذي لحق بالموانئ والبنية التحتية.
وطبقا لمصادر محلية، فقد استهدفت الطائرات الإسرائيلية ثلاثة موانئ استراتيجية في الحديدة (رأس عيسى، الصليف، وميناء المدينة)، إضافة إلى محطة الكهرباء الرئيسية في رأس الكثيب، في عملية حملت اسم "الراية السوداء"، وأسفرت عن إلقاء أكثر من 65 قنبلة وصاروخ.
لكن بدلاً من الاعتراف بحجم الكارثة، أصدرت المليشيا الحوثية بيانًا "بطوليًا وهميًا" زعمت فيه أن دفاعاتها الجوية تصدت للهجوم، وهو ما فجّر موجة واسعة من الاستهجان والسخرية من ناشطين وخبراء وسياسيين، اعتبروا البيان محاولة فاشلة لتزييف الواقع، والتستر على العجز العسكري الكامل للجماعة.
استخفاف بعقول اليمنيين
الصحفي اليمني المختص بملف الجماعة، عدنان الجبراني، وصف البيان بأنه "ركوب موجة إعلامية بلا مضمون"، ساخرًا: "سارع يحيى سريع، متحدث الجماعة، ليخبرنا أن الدفاعات تصدت لطائرات الاحتلال... وكأنها طائرات ورقية!".
أما الإعلامي فؤاد النهاري، فقال في منشور له: "كيف تصدوا؟ كم طائرة أسقطوا؟ كم موقع حموا؟ لا توجد إجابات، فقط أكاذيب... الجماعة اعتادت بيع الوهم للشعب".
خبراء عسكريون يفضحون الكذبة
الخبير العسكري العميد محمد الكميم، علّق على البيان الحوثي بالقول: "العملية تمت بعشرات الغارات الدقيقة، والطائرات عادت دون أن تُكتشف، فكيف تزعمون إسقاطها؟!".
وتابع: "حتى إسرائيل حذّرت قبل القصف! لو كانوا يخشونكم لما أعلنوا عن نيتهم. كذبتكم عن التصدي لا تصمد أمام أبسط أبجديات الدفاع الجوي... كذبة مفضوحة لاستحمار القطيع".
إعلاميون وناشطون: الحوثي يبيع الفشل بوهم النصر
من جانبه، قال الصحفي في جريدة "عكاظ" السعودية أحمد الشميري: "65 صاروخًا نزلت على الحديدة، والموانئ دُمّرت، ثم يخرج الناعق ليتحدث عن التصدي! إنها محاولة بائسة لإلهاء القطيع وتحويل الحزن إلى نشوة زائفة".
الناشط إبراهيم عسقين قال بسخرية مريرة: "الحوثيون بدوا أكثر سعادة من نتنياهو وهو يشاهد موانئ الحديدة تحترق… لأنهم يعتقدون أن هذا القصف سيغسل جريمتهم بقتل الشيخ صالح حنتوس في ريمة".
محاولة يائسة لتلميع الصورة
يرى مراقبون أن بيان الحوثيين ليس أكثر من محاولة مستميتة لصرف الأنظار عن فضيحة "تصفية حنتوس" التي هزّت الرأي العام اليمني، وصناعة نصر وهمي ببيان دعائي لا علاقة له بالواقع.