كشف الناشط السياسي والإعلامي بسام أحمد البرق عن تفاصيل عملية فساد ممنهجة تسببت في نهب أكثر من 13.5 مليار ريال قعيطي من أموال "إكرامية الجنود" في محافظة مأرب، في واحدة من أكبر عمليات التلاعب المالي تحت غطاء "حماية العملة من الانهيار".
وبحسب البرق، فقد تم تحويل أكثر من 250 مليون ريال سعودي (مخصصة كإكرامية لستة أشهر لجنود وضباط الشرعية) إلى حسابات البنك المركزي اليمني في البنك الأهلي السعودي – جدة، لكن بدلاً من صرفها للمستفيدين، تم بيعها لمتعهد محلي ليتولى الصرف بالريال القعيطي بسعر ثابت 666 ريال لكل ريال سعودي، بغض النظر عن تاريخ الصرف أو تغيرات السوق.
في المقابل، قام المتعهد نفسه ببيع الريالات السعودية في السوق السوداء بسعر يصل إلى 720 ريال قعيطي، مستفيدًا من فارق الصرف الذي يصل إلى 54 ريالاً عن كل ريال سعودي، ما يعني أرباحًا خيالية تصل إلى أكثر من 13.5 مليار ريال قعيطي، سقطت في جيوب "شبكة النهب الرسمي"، على حد وصف البرق.
والكارثة الأدهى، بحسب ما أوضحه البرق، أن كلما تأخر صرف الإكراميات للجنود، زاد ربح الفاسدين بارتفاع سعر الصرف، مما يدفعهم إلى عرقلة عملية الصرف عمدًا بحجة نقص السيولة، بينما السوق ينهار والريال القعيطي يترنح، والأسعار تشتعل.
وأشار البرق إلى أن الكثير من وحدات الجيش لم تستلم مستحقاتها حتى اللحظة، في وقت يُترك فيه الجنود يواجهون الجوع والعطش في الجبهات، فيما تتضخم ثروات الفاسدين عبر المتاجرة بلقمة العيش و"دماء الأبطال".
هذه الفضيحة تأتي في ظل انهيار اقتصادي غير مسبوق تشهده المناطق المحررة، وسط مطالبات متزايدة بفتح تحقيق شفاف وشامل لكشف المتورطين ومحاسبة جميع من تلاعب بأموال الجنود وأهدر مليارات الريالات من المال العام.