نفذت ميليشيا الحوثي الإرهابية، خلال اليومين الماضيين، حملة قمع ممنهجة بحق سكان عزلة "القِمّة" في مديرية جبل راس بمحافظة الحديدة، في إطار محاولاتها المستميتة لفرض التجنيد القسري على أبناء المنطقة، لتعويض النزيف البشري في صفوف مقاتليها في مختلف الجبهات.
وقالت مصادر محلية في المديرية، إن القيادي الحوثي المدعو "عبدالله محمد عبدالعزيز"، والملقب بـ(أبو رياض)، ويشغل منصب قائد الكتيبة الرابعة في ما يسمى بـ"اللواء التاسع حماة الساحل"، اقتحم العزلة بقوة السلاح، وشرع في الاعتداء على الأهالي الرافضين للالتحاق بجبهات القتال، عبر الضرب والإهانات والاعتقال القسري.
وأضافت المصادر أن الحملة طالت عشرات الأسر، وترافقت مع تهديدات مباشرة باستخدام العنف، وسط حالة رعب وترهيب عاشها المواطنون، في مشهد يعكس السياسات القمعية التي تتبعها الميليشيا لإجبار السكان على القتال في صفوفها.
وأثارت هذه الممارسات موجة غضب واسعة في مديرية جبل راس، وسط تزايد مشاعر الاحتقان الشعبي نتيجة الانتهاكات المتكررة، ورفضًا لحملات التجنيد الإجباري التي تشهد تصاعدًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة.
ويأتي هذا التصعيد الحوثي ضمن تحركات أوسع تقودها لجنة حوثية عليا للتجنيد، أوكلت إلى مشرفي الجماعة في المديريات الخاضعة لها مهمة التحشيد القسري، في ظل تراجع أعداد المقاتلين الحوثيين بشكل كبير نتيجة الخسائر الفادحة التي منيت بها الميليشيا في جبهات القتال المختلفة، خصوصًا في محافظات مأرب والضالع وتعز.
وتُعد محافظة الحديدة، التي تعاني من قبضة أمنية مشددة منذ سنوات، أحد أبرز المناطق التي تستهدفها الميليشيا في حملات التجنيد الإجباري، وسط تقاعس أممي وصمت دولي حيال الانتهاكات الممنهجة التي ترتكب بحق المدنيين، لا سيما في المناطق الريفية والمحرومة.