شهدت جبهة محافظة الضالع فجر الجمعة، واحدة من أشرس محاولات التسلل التي نفذتها المليشيا الحوثية خلال الأسابيع الأخيرة، إذ تصدّت القوات المسلحة الجنوبية، لهجوم حوثي مباغت استهدف مواقعها القتالية في جبهة "بتار" شمال غرب محافظة الضالع، مؤكدة مجددًا أنها سور منيع أمام كل محاولات الاختراق.
وقالت مصادر عسكرية ميدانية إن المليشيات شنت هجومًا مباغتًا تحت غطاء ناري كثيف، في محاولة لاختراق خطوط الدفاع الجنوبية، غير أن الجاهزية العالية واليقظة الاستخباراتية للقوات المشتركة أفشلت الهجوم في لحظاته الأولى، لتندلع اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة.
وأسفرت المعركة الخاطفة عن مصرع أربعة من عناصر الحوثي على الفور، فيما فرّ بقية المتسللين تاركين خلفهم جثث قتلاهم وذخائرهم، تحت وطأة الرد الكاسح من المقاتلين الجنوبيين الذين كانوا في وضع تأهب كامل بعد رصد تحركات معادية مشبوهة خلال الساعات الماضية.
وعقب دحر الهجوم، نفذت وحدات القوات المسلحة الجنوبية عملية تمشيط واسعة في محيط الجبهة، بحثًا عن أي عناصر متخفية أو عبوات ناسفة قد تكون زرعتها المليشيا خلال محاولة التسلل، وسط تحذيرات ميدانية من احتمالية تكرار الهجمات في ظل التصعيد المستمر.
ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من المناورات الحوثية الفاشلة، التي تحاول من خلالها المليشيا الإرهابية إحداث اختراق في جبهات الضالع، لكنها تصطدم في كل مرة بعقيدة قتالية راسخة ومهارة ميدانية تُعيدها إلى نقطة الصفر.
و في سياق متصل أعلنت القوات الحكومية في محافظة تعز، اليوم الجمعة أنها تمكنت، خلال الساعات الماضية، من صد هجوم عنيف شنته المليشيات الحوثية على مواقعها شرق المحافظة.
واوضحت بأن الهجوم الحوثي تركز على مواقع القوات الحكومية في منطقة عقبة منيف وحي الزهراء إحدى الجبهات المحيطة بالمنفذ الشرقي للمدينة.
كما اندلعت مواجهات شرسة بين القوات الحكومية ومليشيا الحوثي في باقي الجبهات المحيطة بالمنفذ استخدمت فيها المليشيا مختلف أنواع الأسلحة.
ويأتي تصدي القوات الحكومية للهجوم الحوثي بالتزامن مع استهداف المليشيا لمحطة وقود في منطقة حوض الأشرف شرقي المدينة بطائرة مسيّرة، ما أدى إلى انفجار خزانات الوقود واندلاع حريق كبير بالمحطة امتد إلى المنازل المجاورة.
وأسفر القصف الحوثي على المحطة عن استشهاد مواطن وإصابة 22 آخرين بينهم طفل وامرأة، قبل أن تتمكن قوات الأمن والدفاع المدني من إخماد الحريق والسيطرة على الوضع.
وتأتي عملية استهداف محطة الوقود ضمن سلسلة من الاعتداءت المتكررة التي تنفذها المليشيا على الأحياء السكنية في المناطق القريبة من المنفذ الشرقي، في محاولة مكشوفة لإعادة إغلاقه وفرض الحصار من جديد على المدينة، في تحدٍ سافر لكل الجهود الإنسانية والدعوات الدولية الرامية إلى فتح الطرقات وتخفيف معاناة المدنيين.