في مشهد موجع يتكرر للمرة الثالثة خلال أيام قليلة، ودّعت قرية "المدورة" بمديرية حبيش التابعة لمحافظة إب، اليوم الجمعة، بقرتها الثالثة التي نفقت بفعل مرض غامض ينهش الثروة الحيوانية، وسط صمت مخزي من سلطات مليشيا الحوثي الإرهابية التي تسيطر على المنطقة.
وأفاد الأهالي أن البقرة التي نفقت اليوم تعود للمواطن صالح الجعفري، وكانت تُعتبر رمزاً محلياً ومصدر رزق ومعيناً للجميع، حتى وصفوها بـ"أم القرية"، قبل أن تسقط ضحية لوباء سريع الانتشار ظهرت أعراضه في شكل إسهال حاد، رعشة شديدة، وحركة غريبة للرأس يميناً وشمالاً.
ورغم تزايد الوفيات بين المواشي، فإن استجابة الجهات المعنية بطيئة ومخيبة، حيث اشتكى السكان من أن الفرق البيطرية التابعة للحوثيين أخبرتهم بأن اللقاح سيصل إليهم بعد خمسة أيام، في وقت يخشون فيه أن تكون آخر بقرة قد نُحرت قبل ذلك الموعد!
الأهالي أطلقوا نداء استغاثة عاجل قالوا فيه: "نناشد المسؤولين – إن تبقّى فيهم ذرة من الضمير – أن يتحركوا قبل أن يُباد كل ما تبقى من ثروتنا الحيوانية، فواجبهم الديني والوطني يُحتّم عليهم التدخل العاجل."
وتُعد هذه الكارثة الصحية واحدة من سلسلة أزمات متتالية تشهدها المناطق الخاضعة لمليشيا الحوثي منذ انقلابها وسيطرتها على محافظة إب، إذ تكررت موجات نفوق الأبقار والأغنام على مدى السنوات الماضية، نتيجة الإهمال الطبي، وانعدام اللقاحات، وتجاهل المنظومة الصحية التي باتت أداة لجمع الجبايات لا لخدمة الناس.