تعرض مراسل قناة "العربية/الحدث" في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، الصحفي هائل سعيد الشارحي، وطاقم القناة المرافق له، لاعتداء جسدي ولفظي وُصف بـ"الوحشي"، نفذه مسلحون يتبعون اللواء 22 ميكا - محور تعز - داخل حرم مستشفى الثورة العام، فجر الخميس 3 يوليو 2025، أثناء تأدية الفريق لمهامه الإعلامية في تغطية تداعيات القصف الحوثي الذي استهدف محطة وقود في منطقة حوض الأشراف شرقي المدينة.
وبحسب بلاغ صحفي أصدره الشارحي، فقد وقع الاعتداء عند الساعة الرابعة والنصف فجراً، حيث هاجم عدد من الجنود فريق التصوير بالسب والشتم، واعتدوا عليهم جسديًا، كما حطموا هواتفهم النقالة بالقوة، ومنعوهم من تصوير الضحايا المدنيين الذين سقطوا في القصف الحوثي، متذرعين بمبررات اعتبرها الشارحي "واهية ولا تستند لأي مسوغ قانوني أو إنساني".
وأكد الشارحي أن الفريق كان يمارس واجبه المهني والإنساني بكل التزام، لتوثيق آثار واحدة من الجرائم الحوثية التي هزت المدينة، إلا أن ما وصفه بـ"الاعتداء الوحشي" عكس واقعًا خطيرًا من الانفلات والانتهاك الصارخ لحرية الصحافة والعمل الإعلامي، حتى داخل المستشفيات التي من المفترض أن تكون ملاذًا آمنًا لضحايا الحرب والصحفيين على حد سواء.
ودعا الشارحي قيادة محور تعز، والجهات الأمنية في المحافظة، إلى تحمل مسؤولياتهم الكاملة تجاه ما يتعرض له الصحفيون من اعتداءات متكررة وممارسات قمعية، محذرًا من أن استمرار هذه الانتهاكات يقوّض صورة السلطة المحلية، ويعزز مناخ الخوف والرقابة على الإعلام.
كما طالب نقابة الصحفيين اليمنيين والهيئات الحقوقية بسرعة التدخل، واتخاذ موقف واضح حيال ما جرى، وضمان عدم إفلات المعتدين من المحاسبة.
واختتم الشارحي تأكيده أن هذه التصرفات لن تثنيهم عن مواصلة رسالتهم، وأن الكاميرا ستظل تنقل الحقيقة من قلب الخطر، رغم كل محاولات الترهيب والتكميم.