كشفت مصادر محلية في محافظة إب، يوم الخميس، عن تصاعد خطير في سرقة كابلات الاتصالات من قبل عصابات منظمة تنشط في محيط مركز المحافظة وعدد من مديرياتها، وسط صمت مريب وتواطؤ مكشوف من سلطات مليشيا الحوثي الإرهابية.
وبحسب المصادر، فإن الأسابيع القليلة الماضية شهدت موجة ممنهجة من عمليات سرقة الكابلات النحاسية الممتدة على أعمدة الاتصالات بين القرى، خصوصًا في المناطق النائية والخالية من السكان، ما أدى إلى تدمير خدمات الاتصال في عدد من المناطق الريفية.
وأكدت المصادر أن العصابات تقوم بإحراق المادة العازلة المحيطة بالكابلات واستخلاص النحاس منها لبيعه في سوق الخردة، في تجارة غير قانونية تُدر أرباحًا ضخمة، بينما يعاني المواطنون من انقطاع الاتصالات وتدهور الخدمات.
وتداول ناشطون محليون اتهامات مباشرة لمشرفي المليشيات الحوثية في المحافظة، بالضلوع في حماية هذه العصابات أو التغطية على جرائمها، مقابل حصص مالية مشبوهة، في إطار شبكة فساد تُحكم قبضتها على مفاصل المحافظة.
وتشهد محافظة إب الواقعة تحت سيطرة الحوثيين انفلاتًا أمنيًا واسعًا وانتشارًا للجريمة والابتزاز والسطو على الممتلكات العامة والخاصة، في ظل غياب القضاء وتحوّل الأجهزة الأمنية إلى أدوات بطش تابعة للمليشيا.
ويرى مراقبون أن سرقة كابلات الاتصالات ليست سوى حلقة في مسلسل نهب البنية التحتية في مناطق سيطرة الحوثي، ضمن استراتيجية لإفقار السكان وحرمانهم من أبسط حقوقهم في خدمات الاتصالات، والتعليم، والصحة.