مأساة تجسد عمق الكارثة اليمنية، فارق الشاب إبراهيم التهامي الحياة أثناء محاولته عبور الحدود اليمنية السعودية سيرًا على الأقدام، هربًا من جحيم الفقر والحرمان، في رحلة محفوفة بالخطر بحثًا عن فرصة حياة كريمة باتت مستحيلة في اليمن الذي مزقته الحرب.
التهامي لم يكن مهاجرًا طامعًا، بل أبٌ مكلوم خرج من دياره محمّلاً بالهمّ ومسؤولية إعالة أسرته، بعد أن سُدّت في وجهه كل سبل الرزق في ظل سطوة المليشيا الحوثية، وفشل الشرعية في إنقاذ ما تبقى من اقتصاد البلاد.
الطريق إلى السعودية لم يكن مفروشًا بالأمل، بل كان مسارًا موحشًا ومميتًا. سقط إبراهيم جائعًا وعطشانًا، بعد أن أنهكه التعب في طريق "آل ثابت" الحدودي، تاركًا خلفه صغارًا بلا معيل، وأسرة تلتحف الحزن والقهر، مثل آلاف الأسر التي دفعت ثمن الصراع العبثي.