آخر تحديث :الأحد-15 يونيو 2025-10:36م
قالوا عن اليمن

وسط الضربات الإيرانية.. لماذا لم يعلن الحوثيون عن هجماتهم على إسرائيل؟

وسط الضربات الإيرانية.. لماذا لم يعلن الحوثيون عن هجماتهم على إسرائيل؟
الأحد - 15 يونيو 2025 - 10:02 ص بتوقيت عدن
- عدن، نافذة اليمن- إرم نيوز:


رغم مشاركتها في تنفيذ ضربات تزامنت مع الهجمات الإيرانية على إسرائيل ، تواصل ميليشيا الحوثي التحفّظ عن إعلان ذلك رسميا، في مشهد مغاير لما جرت عليه العادة، منذ بدء عملياتها العسكرية ضد إسرائيل أواخر العام 2023.


مصادر عسكرية يمنية، أكدت لـ"إرم نيوز"، أن الحوثيين أطلقوا صباح الجمعة الماضي، طائرات انتحارية مسيّرة باتجاه إسرائيل، بالتزامن مع أولى موجات الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي "الافتتاحي" الذي استهدف قيادات عسكرية ومنشآت نووية في إيران .


وذكرت المصادر، أن الهجمات الحوثية تواصلت بعد مضي عدة ساعات من اليوم ذاته، عبر ضربات صاروخية من مناطق مختلفة، بينها 5 صواريخ باليستية أطلقت بشكل متوال من داخل الاستاد الرياضي بمدينة المحويت، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، شمال غرب البلاد، مشيرة إلى استمرار الحوثيين في إرسال الصواريخ والمسيرات نحو إسرائيل حتى فجر اليوم الأحد، دون إعلان رسمي عن هذه العمليات العسكرية.


من جهتها، نقلت منصة "ديفانس لاين" المحلية، المتخصصة في الشؤون العسكرية والأمنية، أن الحوثيين أطلقوا صواريخ وطائرات مسيّرة، من مواقع متفرّقة في منطقة "نهم" شرقي محافظة صنعاء، وأخرى من مناطق جبلية بمديرية صرواح، غربي محافظة مأرب، بالإضافة مواقع قريبة من جبال "يام" الواقعة بين صنعاء والجوف ومأرب.


ويقول الباحث في شؤون الحوثيين العسكرية، عدنان الجبرني، إن ميليشيا الحوثيين شاركت في الهجوم على إسرائيل بالتزامن مع موجات الرد الإيرانية، لكن "بشكل محدود وغير معلن"، وقد سبق لها المشاركة في عملية "الوعد الصادق2" التي شنتها إيران على إسرائيل في الأول من أكتوبر، عام 2023، دون إعلان.


وتوقع الجبرني، أن يُسند للحوثيين دور أكبر تجاه إسرائيل، من حيث غزارة الهجمات ونوعيتها، خلال الأيام المقبلة.


وفي ظل كثافة الهجمات الصاروخية وعبر الطيران المسيّر، لم يحدد الجيش الإسرائيلي تفاصيل جميع الاختراقات التي أحدثتها الطائرات المسيّرة جنوبي البلاد، فيما أعلن الجيش رصد صاروخ أطلق من اليمن مساء الجمعة دون اعتراضه.


وفجر اليوم الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي عن هجوم إيراني يمني مزدوج، بواسطة الطائرات المسيرة والصواريخ، جرى خلاله اعتراض جميع مسيّرات الحوثيين، دون الكشف عن مصير الصاروخ القادم من اليمن.


ويرى محلل الشؤون الأمنية، عاصم المجاهد، أن صمت الحوثيين وعدم إعلان مشاركتهم رسميا هذه المرة، وإن بدا خارج نمطهم المعتاد في الاستعراض والتباهي بالهجمات، إلا أنه "ليس عرضيا".


وقال في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن ميليشيا الحوثيين تدرك بأن اللحظة الراهنة لا تسمح بهوامش استعراض أو انكشاف إعلامي، "لأنها تتحرك ضمن شبكة معقّدة من التنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، حيث تتوزع الأدوار بدقة بين من يطلق ومن يعلن ومن يحتفظ لنفسه بدور الظل".


وبيّن المجاهد أنه في مثل هذا النوع من العمليات، "تصبح إدارة الرسائل الإعلامية والسياسية جزءا من المعركة بحد ذاتها، وطهران أرادت أن يكون ردها محكوما بإيقاع مركزي تسيطر عليه دون ضجيج جانبي قد يشتت الانتباه أو يربك مشهد الرد الاستراتيجي".


وبحسبه، فإن الحوثيين تصرفوا كجندي في منظومة أكبر، التزم فيها بترتيبات ما قبل الضربة، وربما تلقى توجيهات مباشرة بعدم إعلان مشاركته.


وأشار إلى بعد سياسي بالغ الحساسية من صمت الحوثيين، "إذ إن إعلانهم الرسمي قد يمنح إسرائيل مبررا للرد عليهم ويحرج حلفاء آخرين لطهران في المنطقة، خاصة في وقت تحاول فيه إيران إظهار نفسها وكأنها تتحكم بنطاق التصعيد".


وكان زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، أكد مساء أمس السبت، في خطاب متلفز لأنصاره، تأييده للرد الإيراني، وشراكته مع موقفها "بكل ما نستطيع، تجاه العدوان الإسرائيلي عليها".