فاجأ الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، ميليشيا الحوثي اليمنية بتغيير استراتيجي استثنائي في هجماته، حيث شن سلاح البحرية هذه المرة الهجوم وليس الجوي كما هو معتاد طوال الهجمات العشر التي قامت بها إسرائيل على اليمن منذ اندلاع المواجهات بينهما، وفق عدة وسائل إعلام عبرية.
وعانى الإعلام العبري من حالة ارتباك فور الإعلان عن الهجوم، لدرجة أنه كان ينسب الهجوم لوسائل الإعلام اليمنية، بل نفت بعض المواقع أن يكون الهجوم مسؤولة عنه إسرائيل أساسا، فيما أفاد آخرون أنه قادم من البحر.
ويبدو أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية لم تكن قد منحتهم الموافقة للإقرار بالهجوم الأول من البحرية الإسرائيلية لحين تأمين قطعها أو ابتعادها عن نطاق الهجوم الحوثي.
وحتى الآن، ورغم اعتراف إسرائيل بالهجوم عبر هيئة البث وبعدها توالى الإعلام العبري كله الاعتراف، لكن لايزال هناك من ينسبونه لتقارير حتى الآن.
وهاجمت البحرية الإسرائيلية ميناء الحديدة التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، مرتين، بعد ساعات من إصدار تحذير بإخلاء موانئ رأس عيسى والحديدة والصليف.
ولم تنشر أي صور أو توثيقات من الهجوم، ومكان القطع البحرية أو نوعها حتى الآن.
وتفيد صحيفة يسرائيل هايوم أنه في الوقت الذي انشغلت فيه البحرية الإسرائيلية بالاستيلاء على أسطول المساعدات الخاص بالناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، كانت تخطط لعملية الهجوم الأول في اليمن.
وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم أهدافًا تابعة للنظام "الحوثي الإرهابي" في ميناء الحديدة باليمن باستخدام سفن صواريخ بحرية.
وأفاد في بيان بأن هذا الهجوم جاء ردًا على عدوان النظام الحوثي الإرهابي على دولة إسرائيل، والذي أُطلقت فيه صواريخ أرض-أرض وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل.
وكان قد أصدر الجيش تحذيرًا باللغة العربية بشأن ثلاثة موانئ بحرية في اليمن: الحديدة، ورأس عيسى، والصليف. وجاء في التحذير: "بسبب استخدام الحوثيين لهذه الموانئ، عليكم إخلاء المنطقة حتى إشعار آخر، دون الإشارة إلى التغيير في السلاح المهاجم.
ويأتي هذا تزامنا مع حديث الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الإعداد لسيناريوهات التعامل مع احتمال انهيار المفاوضات النووية مع إيران.
وكانت آخر مرة هاجم فيها الجيش الإسرائيلي في اليمن قبل نحو أسبوعين، في مطار العاصمة صنعاء، في عملية أطلق عليها اسم "الجوهرة الذهبية".
وتتوالى الإطلاقات الحوثية دون توقف على إسرائيل، دون تهديدات حقيقية، سوى حالة من الارتباك تسببها صواريخ الحوثي، للملايين في الجبهة الداخلية، بخلاف تأخير المنصات الدفاعية في اعتراض الإطلاقات ما يثير الرعب في إسرائيل، ويوقف العمل في مطار بن غوريون، حتى أصبح الأمر اعتياديا وتقاطعه كثير من شركات الطيران الكبرى بسبب هذه التوترات.
وهذه هي المرة العاشرة التي تهاجم فيها إسرائيل اليمن منذ السابع من أكتوبر 2023. وكان الهجوم التاسع قد وقع في 28 مايو، عندما هاجم سلاح الجو مطار صنعاء الدولي، عاصمة اليمن.