بإيقاف آخر طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية عقب استهداف إسرائيلي مباشر، يجد أكثر من عشرين مليون يمني أنفسهم اليوم محاصرين داخل حدود بلدٍ بلا أبواب ولا نوافذ، بعد أن تحوّل مطار صنعاء الدولي إلى ركام بفعل أربع ضربات متتالية، استهدفت الناقل الوطني الوحيد بشكل ممنهج، في جريمة تُصنّف ضمن الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي الإنساني.
الخبير الاقتصادي ماجد الداعري أكد في تصريحات صحفية نشرها اليوم الاثنين على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، أن ما يجري يمثل تدميرًا متعمّدًا للبنية التحتية المدنية، وأن توقف الرحلات الجوية من مطار صنعاء يمزّق شريان الأمل الأخير أمام آلاف المرضى والحجاج والعالقين، ويُدخل اليمن في مرحلة عزلة شاملة تهدد بمزيد من التدهور الإنساني والمعيشي.
وقال الداعري إن استهداف البنية الخدمية في بلدٍ يعاني أصلاً من الانهيار الاقتصادي يضيف جراحًا جديدة لواقع مأساوي، مشيرًا إلى أن الخسائر لا تُقاس فقط بتوقف حركة الطيران، بل بتدمير آلاف فرص العمل، وشلّ الحياة في قطاعات واسعة ترتبط بالمطار مباشرة أو بشكل غير مباشر.
وأضاف أن اليمن لا يعتمد اقتصاديًا على النقل الجوي بقدر اعتماده على الموانئ، إلا أن الضربة القاسية تتمثل في البعد الإنساني والاجتماعي لهذا التوقف، إذ تحرم آلاف اليمنيين من حرية التنقل، وتدفع بفئات جديدة نحو الجوع والفقر في ظل غياب مصادر الدخل وانتشار البطالة.
وحذر الداعري من أن الفجوة الطبقية بين فئة صغيرة من النافذين – قادة الحرب وتجارها – وبقية الشعب، تزداد اتساعًا مع كل استهداف جديد للمؤسسات الوطنية، موضحًا أن أقل من 10٪ من السكان يستحوذون على أكثر من 70٪ من موارد البلاد في ظل غياب أي مسار إصلاحي حقيقي.
وشدد الخبير الاقتصادي على أن أي حديث عن حل سياسي في اليمن دون إنقاذ اقتصادي متزامن هو محض وهم، داعيًا المجتمع الدولي إلى تبني خطة إنقاذ شاملة على غرار "مارشال"، تشمل دعم العملة الوطنية، وتحريك عجلة التنمية، واستعادة دور المؤسسات الاقتصادية والخدمية.
واختتم الداعري بالتحذير من أن استمرار هذه الهجمات يعمق من عزلة اليمن، ويضع البلاد على حافة انفجار اجتماعي واقتصادي واسع النطاق ستكون له تبعات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.