اهتزت محافظة عمران شمال صنعاء المحتلة، بحادثة مروّعة، حيث عُثر على جثة طالب جامعي مشنوقًا داخل غرفة حراسة في إحدى مزارع القات، وسط حالة من الذهول الشعبي والغموض المتصاعد، بالتزامن مع صمت مطبق من سلطة الأمر الواقع التابعة لمليشيا الحوثي المسيطرة على المنطقة.
وقالت مصادر محلية، إن الشاب عبدالله أحمد أحسن وهان، البالغ من العمر 35 عامًا، ويدرس في قسم الصيدلة بجامعة عمران، وُجد جثة معلقة داخل غرفة حراسة في مزرعة عائلته بمنطقة ظُليمة بمديرية سفيان، دون مؤشرات تؤكد إن كانت الواقعة انتحارًا أم جريمة قتل تم تنفيذها بإتقان لطمس الأدلة.
وأشعلت الحادثة سخطًا واسعًا بين الأهالي والنشطاء، الذين سارعوا للتشكيك في رواية الانتحار، متهمين سلطات الأمر الواقع بالتقاعس في التحقيق وكشف الملابسات، خاصة في ظل تصاعد الحوادث المشابهة التي تُسجل ضد "مجهول" وتُطوى ملفاتها في صمت.
ويخيم على محافظة عمران مناخ متزايد من القلق، إذ باتت الجرائم الغامضة جزءًا من المشهد اليومي، وسط تفكك أمني وغياب أي ردع حقيقي، ما يعزز فرضيات التستر والتهاون المتعمد من قبل الأجهزة التابعة للحوثيين.
ويأتي هذا الحادث الأليم في وقت تعاني فيه الأسر اليمنية أوضاعًا معيشية خانقة، تزامنًا مع اقتراب عيد الأضحى، حيث ترتفع الأسعار وتختفي مصادر الدخل، ما يدفع بالبعض إلى حافة الانهيار النفسي، ويضعف قدرة المجتمع على مواجهة الانفلات الأمني المتصاعد في مناطق سيطرة الحوثيين.
ولا تزال جثة الطالب عبدالله وهان شاهدة على جريمة لم تُفك طلاسمها بعد، فيما تزداد الضغوط الشعبية لكشف الحقيقة وإنصاف الضحية، في محافظة باتت الجرائم فيها تُرتكب في وضح النهار ولا تجد من يُحاسب.