حملة تعسفية جديدة تكشف حجم رعب مليشيا الحوثي من أي وسيلة تتيح حرية الاتصال، إذ شنت الجماعة خلال الأيام القليلة الماضية موجة اختطافات واسعة استهدفت عشرات من مالكي شبكات الإنترنت في صنعاء، بتهمة امتلاك أجهزة "ستارلينك" الخاصة بالإنترنت الفضائي.
وأكدت مصادر محلية أن جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين نفذ مداهمات في عدد من الأحياء السكنية، واختطف أصحاب الشبكات من منازلهم أو أماكن أعمالهم، بتهم ملفقة أبرزها "التجسس لصالح أمريكا وإسرائيل"، فيما تشير الوقائع إلى أن الهدف الحقيقي هو ضرب مصادر الإنترنت غير الخاضعة لهيمنتهم المالية والتقنية.
وأشارت المصادر إلى أن وزارة الاتصالات الحوثية منحت الشبكات مهلة قصيرة لتسليم الأجهزة، وهددت بإجراءات "صارمة وغير قابلة للاستئناف"، بذريعة "الأمن القومي"، رغم أن الحملة تهدف في حقيقتها إلى حماية العائدات الاحتكارية لشركة "يمن نت" التي تسيطر عليها الجماعة.
ويخشى الحوثيون من اتساع استخدام أجهزة "ستارلينك" بين المواطنين، لما توفره من سرعة وسرية لا يمكن مراقبتها عبر أدواتهم التجسسية، ما يمثل تهديدًا مباشرًا لسيطرتهم على الإنترنت وخنقهم للمجال الرقمي في مناطقهم.
وبحسب المصادر، اعتمدت الميليشيا في الحملة على تتبع البيانات الخارجة عن منظومتها، لتحديد مواقع الأجهزة وملاحقة أصحابها، في خطوة وصفها ناشطون بأنها تمثل قمعًا رقميًا غير مسبوق يضع اليمن في مصاف الدول الأكثر عداءً للإنترنت الحر.
الحملة أثارت استياءً واسعًا في أوساط المجتمع المحلي، خاصة بين الشباب ورواد الأعمال، الذين يرون في الإنترنت الحر أداة ضرورية للبقاء والابتكار، لا ترفًا يُجرّم ويلاحَق.