تصعيد جديد يلفّه الغموض ويثير جدلاً واسعاً، أطلقت مليشيا الحوثي تهديدات غير مسبوقة ضد إسرائيل، محذّرة المستثمرين الأجانب من البقاء في "أرض باتت غير آمنة"، في إشارة ضمنية إلى ما وصفوه بـ"مرحلة جديدة من الضربات النوعية".
ونقل موقع وكالة "سبأ" الخاضع لسيطرة المليشيا عن مصدر في وزارة الدفاع الحوثية غير المعترف بها دوليا، أن الجماعة باتت تمتلك صواريخ متعددة الرؤوس الحربية، تنقسم في الجو لتضرب أهدافًا عدة، في تطور مزعوم هو الأخطر منذ بدء هجماتهم على إسرائيل في أكتوبر 2023.
وزعم المصدر في لهجة تهديد مباشرة:"كل إسرائيلي عليه أن يتحسس رأسه"، مؤكداً استمرار الضربات حتى وقف الحرب ورفع الحصار عن غزة.
ورغم أن الهجمات الحوثية السابقة لم تُسفر عن خسائر تُذكر في الجانب الإسرائيلي، إلا أن الجماعة تحاول عبر هذه التصريحات تقديم نفسها كقوة إقليمية قادرة على قلب موازين الردع، وسط تصعيد إيراني متزامن في المنطقة.
من جانبها، تل أبيب تواصل استهداف البنية التحتية ومرافق مدنية في اليمن، ضمن سياسة الردع المحدود، التي تنفذها منذ شهور، دون إعلان صريح عن طبيعة الردود أو أهدافها.
في المقابل، سارع خبراء ومحللون عسكريون للتشكيك في تلك التهديدات، معتبرينها أقرب إلى "حرب نفسية" ودعاية إعلامية تُستخدم كورقة ضغط سياسي مع اقتراب انتهاء الحرب على غزة.
وقال الخبير العسكري اليمني محمد الكميم:
"إذا كانت لديهم صواريخ بهذا المستوى، فلماذا لم يستخدموها حتى الآن؟".
أما العميد ثابت حسين، فأكد أن كل الضربات الحوثية لم تسفر سوى عن إصابة واحدة وحفرة صغيرة في حديقة، مضيفًا أن التصعيد الجديد مجرد تكرار "لخطاب تضخيمي لا يستند إلى قدرات حقيقية".
ويرى صحفيون أن التوقيت اللافت لهذه التصريحات لا ينفصل عن محاولة المليشيا تحقيق مكاسب داخلية وإقليمية في ظل حالة الترقب لمآلات الحرب في غزة، مع دعم سياسي وعسكري من طهران.