تأكيداً لهشاشة "حرية التعبير" حتى في بيت الطاعة الحوثي، أقدمت مليشيا الحوثي على اعتقال أحد أبرز أبواقها الإعلامية، عابد المهذري، رئيس قناة "اللحظة"، بعد أن تجرأ على انتقاد أحد رجالات زعيم العصابة عبدالملك الحوثي.
مصادر إعلامية أكدت أن المهذري يقبع منذ أيام في أحد سجون المليشيا بصنعاء، عقب هجوم علني شنه على القيادي الحوثي علي ناصر قرشة، إثر منشور كتبه الأخير، شكر فيه السفير السعودي محمد آل جابر على تسهيل نقل الحجاج اليمنيين من مطار صنعاء إلى مطار جدة.
الرد الساخر والغاضب من المهذري، الذي اتهم قرشة بـ"التسول السياسي والطمع في المال السعودي"، قوبل بـ"عقاب حوثي تقليدي" تمثل في الاعتقال والإسكات القسري، في رسالة واضحة: الولاء في الجماعة لا يُناقش، والنفاق مسموح بشرط أن يكون للجهة الصحيحة.
هذه الحادثة، وإن بدت "داخلية"، تكشف الصراع المتنامي بين أجنحة المليشيا حول تقاسم الامتيازات والمواقف الرمادية تجاه دول التحالف، وتُظهر كيف أن أبواق الجماعة لا تملك حتى حق التعبير داخل بيتها، ناهيك عن الحديث عن الحريات العامة.
ويرى مراقبون أن اعتقال المهذري ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة تصفيات ناعمة تقوم بها قيادة المليشيا بحق الأصوات التي بدأت تنفر من حالة التماهي المفضوح مع بعض التحركات الخليجية، خصوصاً بعد فتح مطار صنعاء ضمن ترتيبات وصفها البعض بـ"الصفقة غير المعلنة".